شيّعت، ظهر أمس الثلاثاء، جنازة الشابين أبو بكر زرقاوي، البالغ من العمر 21 سنة، ويوسف عمري، البالغ من العمر 18 سنة، في أجواء حزينة، صنعها المئات من عمال الشركة التركية كور غوربوز التي تقوم ببناء قرابة 3000 مسكن في المدينتين الجديدتين ماسينيسا وعلي منجلي بولاية قسنطينة. تميزت الجنازة بغياب مسؤولي الشركة التركية، الذين تفادوا الحضور والتصادم مع عائلتي الضحيتين، وخاصة العمال الغاضبين، الذين قاموا، سهرة أول أمس، بعد استخراج جثتي الضحايا من طرف مصالح الحماية المدنية، بالتوجه إلى قاعدة الحياة للشركة في ماسينيسا، وصعدوا إلى سقف البناية وهدّد حوالي 15 من العمال بالانتحار الجماعي، احتجاجا على المأساة التي حدثت لزميليهما، بينما أكد بعض العمال بأن الضحية يوسف عمري، القاطن بحي لاكومين بالخروب، غير مؤمّن ويعمل بطريقة غير قانونية، وتحوّلت الحادثة إلى فرصة بالنسبة إلى العمال لطرح مشكلة قديمة تجددت، وهي عدم اعتراف الشركة التركية التي باشرت عملها منذ ستة أشهر بالنقابة، وأيضا الأجور المتدنية حيث لم تتعد عشرين ألف دينار جزائري، بالرغم من أن الدولة منحت الصفقة لهذه المؤسسة التركية التي تضم قرابة 400 عامل غالبيتهم يقطنون في دائرة الخروب ودخلوا نهار أمس في شبه إضراب غير معلن إذ لم يلتحق أي منهم بمنصب عمله. وكان العاملان بعد زوال أول أمس الاثنين، بصدد القيام بأعمال باطنية في نقل قنوات المياه والصرف الصحي، لينهار عليهما جبل من الأتربة لم يتمكن معه زملاؤهما وحتى مصالح الحماية المدينة من استخراجهما إلا بعد ساعتين من العمل المضني. عائلة الضحية يوسف عمري نقلت جثمان ابنها إلى مسجد لاكومين زوال أمس، بينما نقلت عائلة أبو بكر زرقاوي جثة ابنها إلى مسجد ماسينيسا الكبير. والتقى المشيعون بعد ذلك في مقبرة الخروب، وعلمنا بأن لجنة تحقيق محلية وأخرى قادمة من العاصمة من وزارة السكن، باشرت تحقيقها موازاة مع التحقيقات الأمنية التي انطلقت مباشرة بعد الحادث الأليم.