فشلت الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدة في أول فحص تجريبي للقطار الأوتوماتيكي الحديث الذي استوردته من سويسرا، في رحلة كانت مبرمجة بين الجزائر العاصمة و سطيف، لكن التجربة فشلت عند نفق بني عمران ببومرداس الذي لم يستوعب حجم القطار بسبب ضيق مساحته . وحسب ما أكدته مصادر مطلعة ل"الشروق اليومي" فإن الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية أمضت صفقة لاستيراد 17 قطارا من النموذج المذكور من سويسرا، وقد أثبت الفحص الأول - كما تشير ذات المصادر- أن حجم القطار المذكور أكبر مما تستوعبه الأنفاق الموجودة، خاصة التي شيدت في عهد الاستعمار مثل أنفاق بني عمران والأخضرية حيث توقفت أول تجربة للقطار الجديد. وبعد تسجيل فشل التجربة بين الجزائروسطيف لذلك القطار الأوتوماتيكي، تقول نفس المصادر أن الحديث يدور حول التفكير في تعديل تلك الأنفاق وتوسيعها وإدخال التغيير عبر الأنفاق التي توجد عبر مسالك السكة المعنية، خاصة وان جميعها تقريبا أنجزت في الحقبة الاستعمارية. لكن بمقابل ذلك أكد مدير الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية عبد الحميد لعلايلية فعلا فشل أول تجربة على القطار المذكور، لكن السبب حسبه ليس ضيق حجم النفق، إنما مشكلا في السكة الحديدية التي تحتاج تصليحات وصيانة بما يتماشى واستيعاب سير مثل تلك القطارات الحديثة وقد توقفت التجربة على السكة بين الثنية وبني عمران وليس عند النفق. وجاءت صفقة اقتناء ال17 قطارا التي أبرمتها الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدة بقيمة 40 مليار سنتيم للقطار الواحد، في إطار تجديد الحظيرة الوطنية للقطارات وعصرنتها بوسائل نقل أكثر راحة ومن نوعية متطورة مطابقة للقطارات التي تشتغل عبر دول العالم، ولنقل المسافرين عبر محاور جهوية بغية ربط المدن فيما بعضها، تشمل الجزائر العاصمة الشلفوسطيف كمرحلة أولى ثم توسيع نقاط الرحلات إلى كل من وهران غربا وعنابة شرقا. وقد تم جلب النموذج الأول شهر نوفمبر الفارط وفق العقد المبرم بين الطرفين، على أن يتم استيراد البقية من القطارات المطلوبة عام 2009 بمقدار قطار واحد كل نهاية شهر من البلد المصنع سويسرا، بينما يؤكد مدير الشركة أن القاطرات من صنع اسباني، وسيتم جلب القاطرة الثانية بين فيفري ومارس القادمين لتجريبهما على محاور الجزائر- سطيفووهران – تلمسان وهو نوع حديث من القطارات يدعي "الاوتوراي" يتسع لأكثر من 275 مسافرا يتكون من 3 عربات تكون القاطرة محتواة ضمن الثلاثة يسير بسرعة 160 كلم في الساعة ويحتوي صالونات عصرية. ويذكر أن تجديد وإصلاح السكة الحديدية في الجزائر خصّ بغلاف مالي يقدر ب400 مليار سنتيم، إضافة إلى 18 مليار دولار ستخصص لكهربة 1700 كلم من السكة الحديدية في الجزائر وإنشاء خطوط نحو مناطق الهضاب العليا بداية من 2008. . فيصل هارون