دخلت القطارات الحديثة، اليوم، حيز الخدمة ويتعلق الأمر بكل من القطار الكهربائي ''أوتومتريس'' على الخط الرابط بين الجزائر الثنية والجزائر العفرون ذهابا وإيابا، والقطار السريع ''أوتوراي'' الذي يعمل بالديازل على الخط الرابط بين الجزائربجاية، الجزائرسطيف دائما ذهابا وإيابا. هذا العصرنة لقطاع النقل ستمكن المسافر من قطع المسافة من العاصمة إلى بجاية في مدة أقصاها 3 ساعات و35 دقيقة، بينما كان القطار القديم يقطع المسافة نفسها في 6 إلى 7 ساعات. أما بالنسبة للثنية فالقطار الكهربائي سيصلها قادما من العاصمة في أقل من نصف ساعة بعدما كانت تستغرق الرحلة نفسها أكثر من ساعة وربع في أحسن الأحوال. كل هذه الإيجابيات من السرعة الفائقة والراحة والأمن والرفاهية من شأنها أن تمثل نقطة تحول إيجابية في حياة المواطن البسيط الذي أرهقته معاناة الجري اليومية وراء وسائل النقل حتى يقبع في نهاية الأمر داخلها وسط الازدحام الخانق الذي يميز المدن.. لكن وبمجرد الانطلاقة الرسمية لهذه القطارات، أمس، صدم المسافرون بثمن تذاكر القطار الذي تضاعف وتجاوز القدرة المعقولة لجيب المواطن. حيث بلغت تسعيرة القطار الكهربائي ب130 دج فيما يخص رحلة الجزائر الثنية، و561دج بالنسبة الجزائر العفرون. أما ثمن تذكرة قطار أوتوراي فسيبلغ 6500 دج لكل من خط الجزائربجايةوالجزائرسطيف، بعد أن كانت تسعيرة القطارات هي المنخفضة مقارنة بوسائل النقل الأخرى، حيث كانت تتراوح بين 20 و30دج، أغلاها لا يتجاوز 60 دج من الجزائر إلى الثنية. أما اليوم فحلم القطارات السريعة الذي ترقب المواطنون تحقيقه منذ أن أبرمت شركة النقل بالسكك الحديدية الصفقة في 2006 قد تبخر مع هذا الغلاء الفاحش، والأسوأ حسب ما علمته ''البلاد'' من مصادر موثوقة أن سرعة القطار الكهربائي التي تبلغ 120 كلم، والقطار السريع أوتوراي الذي تبلغ 160 كلم ليست إلا مجرد أمور نظرية لن تعمل بها الشركة خاصة في الأشهر الأولى المقبلة. إذ إنها ستسير بالسرعة نفسها تقريبا بالنسبة للقطارات القديمة. أما مفاجأة تسعيرة القطارات الجديدة فتتمثل كالتالي: سعر تذكرة قطار ''أوتومتريس'' الكهربائي من الجزائر العاصمة نحو الضاحية الشرقية هو 30دج إلى غاية الحراش، 45 دج إلى باب الزوار، 60 دج إلى الرويبة و90دج إلى غاية بومرداس، لتبلغ ذروة المهزلة ب130دج إلى الثنية. أما فيما يخص الضاحية الغربية فلم تسلم هي الأخرى من هذه التسعيرة الخاصة بالمترفين، حيث تبلغ تذكرة القطار من الجزائر إلى بوفاريك 70 دج، وإلى غاية البليدة 130دج. والمصيبة لمن يقطن العفرون عليه دفع 561دج إن أراد رؤية بيته مرة أخرى. وقد أكد مسؤول ل''البلاد'' يعمل بالشركة الوطنية للسكك الحديدية رفض ذكر اسمه أن القطارات التي دشنها الرئيس، أمس، لن تدخل حيز الخدمة إلا اليوم. كما أن الشركة لاتزال تدرس تسعيرة القطارات بهدف خفضها لأن وزارة النقل هي التي حددتها مسبقا. وفي السياق ذاته، أضاف المصدر نفسه وبكل تحفظ أن القطار الكهربائي ''أوتومتريس'' يعتبر قطار الضاحية الوحيد، عربيا وإفريقيا، المجهز بذلك النظام العصري، من تهوية وكاميرات مراقبة. وبخصوص القطارات القديمة، فقد أكد محدثنا أنها ستبقى حيز الخدمة لمدة الشهرين القادمين لتحل مكانها القطارات الجديدة. وبذلك سيشتد الخناق على المواطن ليس لازدحام الطرق بل لعدم قدرته على دفع قيمة هذه التسعيرة المضاعفة إن لم تعد الشركة النظر فيها لقطارات وجه الجزائر الجديد.. فأين الحل؟