بلغ عدد القطارات السريعة ما بين المدن التي جلبتها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، أمس، عشرة قطارات في انتظار استلام 7 قطارات أخرى قبل نهاية شهر نوفمبر القادم، حيث كان من المقرر أن يدشن وزير النقل القطار المخصص لربط العاصمة بولاية الشلف لكن العملية أجلت إلى وقت لاحق، بينما تمكن الصحفيون من الاطلاع على نوعية الخدمات التي يوفرها القطار الذي تصل سرعته القصوى 170 كيلومترا في الساعة، ويقطع المسافة بين الولايتين في ساعتين و10 دقائق. على غرار القطارات السريعة الجديدة التي استغلتها الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية لعصرنة خدماتها، يقدم القطار السريع رقم عشرة خدمات عديدة لمستعمليه منها ربح الوقت والراحة وحداثة التجهيزات، فأول ما تلمسه وأنت بداخله هي لطافة الجو حيث تمّ تجهيز كل القاطرات بمكيفات هوائية تسمح للمسافرين بقضاء وقت مريح خلال الرحلة، بينما جهزت مختلف القاطرات بطاولات وكراسي من النوع الجيد أعطت طابعا خاصا للقطارات الجديدة التي لا تشبه لا من قريب ولا من بعيد القطارات القديمة. القطار السريع الذي كان من المفروض أن يدشن أول رحلة له نحو ولاية شلف، لم ينطلق من رصيفه بمحطة الجزائر لأسباب تقنية حسبما أكده مدير الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية السيد بن عمر رباحي الذي اعتذر نيابة عن وزير النقل عن إلغاء التدشين وتحديد توقيت العملية خلال الأيام القليلة القادمة. ومن جهة، أكّد سائق القطار السيد أحمد شوقي أنه تمّ مؤخرا تنظيم دورات تكوينية لعدد من السائقين للتأقلم مع التجهيزات الجديدة للقطار السريع، وقد كانت للسائق المتحدث فرصة قيادة أول قطار سريع يوم الفاتح من نوفمبر 2007، وكان له شرف قيادة أول رحلة للقطار السريع بين قسنطينة وعنابة يوم 24 جويلية الفارط. وعن سياقة هذه القطارات الفائقة السرعة، يقول السيد شوقي إنها سهلة عندما يحسن السائق التعامل مع مختلف التجهيزات الإلكترونية للقطار الذي سمح بتقليص المسافات وأراح المسافرين. ورغم غلاء أسعار التذاكر التي بلغت 160 ألف دج للمسافر الواحد في الدرجة الأولى، فإن القطارات التي تشتغل حاليا بين ولايات وهران وتلمسان وقسنيطنة وسكيكدة تعرف إقبالا كبيرا للمسافرين الذين استحسنوا التغيير وأبدوا رغبتهم في حماية القطار من خلال الامتثال لأوامر أعوان الحراسة والضيافة. وأشار محدثنا إلى أن الإشكال الوحيد الذي يبقي مطروحا بالنسبة للقطارات السريعة، هو غياب الرقابة عند عدة مواقع، الأمر الذي تسبب للعديد من المواطنين وحتى أصحاب السيارات في الإقتراب أكثر من القطار الجديد لاكتشافه وهو ما يعرض حياتهم للخطر، مستدلا بآخر حادث عرفه القطار السريع الرابط بين وهران والعاصمة حيث لقي سائق شاحنة مصرعه في الوقت الذي ألحق الحادث خسائر مادية كبيرة بالقطار الذي ادخل الى ورشات الصيانة بعد تضرر القاطرة وغرفة القيادة بشكل كبير، في حين أعلن المتحدث عن حادثة أخرى وقعت الأسبوع الفارط بولاية البليدة حيث حاول سائق سيارة مغطاة بمنطقة بني مراد مسابقة القطار السريع قبل أن يقطع الطريق بشكل مفاجئ وهو ما عرضه للخطر لو لا تفطن سائق القطار الذي شرع في الضغط على المكابح مبكرا للتقليل من السرعة.