تعرض الموروث الثقافي والتاريخي الجزائري خلال السنوات الأخيرة الى عمليات سطو واسعة النطاق استهدفت الآثار وآلاف التحف النادرة التي تعود الى حقبات ما قبل التاريخ، من طرف عصابات منظمة تنشط بين الجزائر ودول افريقيا وأوروبا، تمكنت الخلايا المتخصصة في مكافحة تهريب الآثار التابعة للدرك الوطني من استرجاع أكثر من 1200 قطعة خلال سنة 2007 كانت موجهة للتهريب خارج الجزائر أو محل متاجرة غير شرعية داخل الجزائر. قطع نادرة صغيرة الحجم، لكنها باهظة الثمن يقوم بجمعها مواطنون وشباب عبر مختلف الولايات ويعاد بيعها لمختصين في الآثار، هذه التحف التي عادة ما تسرق من المتاحف والمواقع الأثرية المعزولة وغير المحمية لا تقدر بثمن بحكم قيمتها التاريخية التي يفترض أن تحفظ ذاكرة الجزائر والحضارات المتعاقبة عليها. وتؤكد إحصائيات الدرك الوطني ان عصابات تهريب الآثار من الجزائر هي مافيا حقيقية عابرة للحدود تنشط عبر مختلف ولايات الوطن، خاصة ولايات الجنوب الكبير، حيث تشكل الظروف الطبيعية وشساعة الصحراء عاملا مواتيا لاستنزاف كم هائل من القطع الأثرية التي تعود إلى حقبات ما قبل التاريخ، خاصة عمليات سرقة سهام الرماية وهي قطع صغيرة تباع للأجانب بحوالي 50 دولارا ليعاودوا بيعها بأسعار خيالية، وقد تمكن عناصر الدرك الوطني بولاية تمنراست من استرجاع 36 سهما السنة الماضية واستعادوا في ولاية اليزي وتيندوف أيضا العشرات من السهام وطاحنات تقليدية تعود إلى ما قبل التاريخ. ولم تنج المواقع الأثرية والمتاحف عبر مختلف الولايات من السطو على اللوحات والتحف الآثارية، ففي منطقة الغزوات بتلمسان وتيارت استعاد الدرك الوطني لوحتين وتمثال جذع للفنان المشهور بابلو بيكاسو وتمثال آخر للملكة الفرعونية نيفرتيتي تعرضت للسرقة والبيع، كما تم استرجاع أكثر من 420 قطعة اثرية نادرة بولاية عين تموشنت لمستحثات بحرية. ليلى مصلوب