تحولت غابة حي النخيل بوادي أوشايح إلى مكان تأوي فيه أكثر من 22 عائلة ما جعلها تفقد العديد من الخصائص والمزايا التي تتمتع بها المساحات الخضراء، وبدل الأشجار والنباتات أصبح منظر الزنك والخيم المظهر الرئيسي الذي يميزها وبالتالي أدى إلى تشويه منظرها، مما يهددها بالموت البطيء. يحدث هذا في ظل عدم تطبيق قوانين حماية البيئة رغم مصادقة مجلس الأمة على مشروع القانون رقم 07/6 المؤرخ في 25 ربيع الثاني 1428 الموافق ل13 ماي 2007 في جلسة علنية حضرها الوزير المنتدب المكلف بالمدينة ووزير العدل، ويتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها. ومقابل ذلك تعيش أزيد من 200 عائلة حياة جد صعبة في قلب هذه الغابة في ظل الغياب الكلي لأدنى شروط الحياة لا سيما منها الكهرباء والماء، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة بسبب غياب قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى تجمع المياه القذرة ما نجم عنه إصابة سكان الغابة بالعديد من الأمراض، خاصة منهم الأطفال أين تم تسجيل عدة حالات بأمراض الحساسية المفرطة في مقدمتها داء الربو نتيجة تسرب مياه الأمطار والروائح المنبعثة من المياه القذرة، وغبار الأشجار. كما أشار السكان إلى أن أمطار الفيضانات الأخيرة تسببت في خسائر فادحة بعد الانزلاقات الخطيرة التي تعرضت لها المنطقة وكذا في سقوط بعض البيوت القصديرية، ونقل بعض المسنين والأطفال إلى المستشفيات جراء تضررهم من الانهيارات التي أحدثتها سيول الأمطار. كما أشار السكان إلى مخاطر أخرى تحدق بهم من كل جانب لا تقل أهميتها عما تم ذكره سابقا، أبرزها نفق وادي أوشايح الذي تسبب في حصد أرواح الكثيرين خاصة الأطفال، زيادة على خطورة الوادي العميق الذي لا يبعد كثيرا عنهم ما جعلهم يعيشون في حرص دائم تفاديا لسقوط أطفالهم داخله، ناهيك عن الحشرات السامة التي تعيش به وتقوم بنقل سمومها إلى السكان، انعكس هذا من خلال إصابتهم بأمراض جلدية غريبة، زيادة على الجرذان التي أصبحت تعيش معهم. وقد ناشد السكان، منهم 20 فردا استفادوا من تدابير المصالحة الوطنية، الجهات المعنية بضرورة التكفل العاجل بوضعيتهم، قبل أن تنال منهم الأمراض الفتاكة، ومن أجل حماية هذه الثروة الغابية الهامة التي تعيش الموت البطيء. نسيمة بلعباس