نيروبي (ا ف ب) - ابدى الرئيس الكيني مواي كيباكي السبت "استعداده" لتشكيل "حكومة وحدة وطنية" وذلك خلال لقائه المبعوثة الاميركية جنداي فريزر التي تقوم بوساطة لحل الازمة الكينية. وسارعت المعارضة الى رفض هذه الدعوة معتبرة ان وجود الرئيس في السلطة "غير شرعي". وقالت الرئاسة الكينية في بيان ان كيباكي اعلن انه "مستعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية ليس فقط تجمع كل الكينيين وانما تساعد في عملية المصالحة". وبدأت المبعوثة الاميركية جنداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية المكلفة الشؤون الافريقية السبت مهمة وساطة في كينيا لايجاد ارضية توافق بين المعارضة والحكم وانهاء الازمة الناجمة عن اعادة انتخاب كيباكي التي رفضتها المعارضة وادت الى اعمال عنف دامية. من جهته دعا البابا بنديكتوس السادس عشر السبت الى "وضع حد فوري لاعمال العنف والاقتتال الاخوي" في كينيا وذلك في برقية وجهها السبت الى رئيس اساقفة كينيا جون نجوي. وفي اول موقف يصدر عنه بشأن تطور الاوضاع في كينيا اعرب البابا عن "حزنه العميق وقلقه البالغ (...) للمأساة الكبرى" التي تعصف بكينيا آملا بان يتم "في اسرع وقت ممكن تجنب خطر حصول نزاع اتني". ودعا الحبر الاعظم القادة السياسيين في البلاد الى "سلوك طريق السلام والعدالة". واسفرت اعمال العنف عن 360 قتيلا على الاقل منذ اجراء الانتخابات في 27 كانون الاول/ديسمبر فيما تواجه البلاد ازمة انسانية بعد اسبوع من اعمال العنف التي ادت الى نزوح 250 الف شخص. وبحثت فريزر صباح السبت مع زعيم المعارضة الكينية رايلا اودينغا الوضع الذي يهدد استقرار هذا البلد حليف الولاياتالمتحدة في مكافحة الارهاب كما علم من حزب اودينغا. والتقت لاحقا الرئيس كيباكي. لكن اودينغا اعتبر السبت وجود كيباكي في الحكم "غير شرعي" رافضا دعوة الاخير الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال اودينغا خلال مؤتمر صحافي "موقفنا هو ان وجود كيباكي هنا غير شرعي. عليه الا يأتي الى طاولة المفاوضات بصفته رئيسا. نريد ان نتحدث واياه على على قاعدة انه رئيس سابق وعندها سنجد حلا لهذه المشكلة". وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك اعلن الخميس بحذر ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس طلبت من فريزر "التوجه الى كينيا ولقاء الزعيمين السياسيين وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني الكيني لرؤية اي افكار يمكن ايجادها للخروج من هذه الازمة السياسية". وكانت الحكومة الكينية اعلنت بوضوح منذ الاربعاء انها تعتبر اي وساطة دولية غير مجدية ورفضت الجمعة فكرة اجراء انتخابات جديدة كما تطالب المعارضة. وبعد اسبوع من الاضطرابات واعمال الشغب والنهب وقمع الشرطة ترسخت السبت عودة الهدوء التي بدأت الجمعة. واستعادت نيروبي شيئا فشيئا حركتها العادية مع تقليص التدابير التي اتخذتها الشرطة الى حد كبير. وفي كيسومو (غرب) معقل اودينغا والمدينة الاكثر اصابة باعمال العنف رفع حظر التجول الذي فرض الاثنين على ما اعلن مسؤول كبير في الشرطة. وقال قائد الشرطة المحلية غريس كايندي من جهته ان "كل شيء عاد الى طبيعته والناس ينصرفون الى اهتماماتهم". وفي مدينة الدوريت التي تأثرت بشكل خاص بالمواجهات في غرب البلاد عاد الهدوء ايضا السبت وفتحت المحال التجارية ابوابها وتشكلت طوابير انتظار طويلة امام محطات البنزين على ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. وواكبت الشرطة صباحا قافلة للنازحين ممن يغادرون المدينة الى نيروبي فيما احتشد نازحون اخرون بالمئات حول الكاتدرائية في انتظار المساعدة. وفي المدينة عقدت المنظمتان الانسانيتان الناشطتان في المكان الصليب الاحمر الكيني وبرنامج الاغذية العالمية اجتماعا طارئا بحث فيه تنظيم الاعانات بحسب مصدر انساني. وقد ادت اعمال العنف السياسية القبلية الى نزوح 250 الف شخص بحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة. وجاء في بيان لمكتب التنسيق "نقدر الان عدد الكينيين النازحين بسبب اعمال العنف التي تلت الانتخابات ب250 الفا" فيما قدر عدد الاشخاص الذين تأثروا بالنزاع "بين 400 الف و500 الف". ويتسبب شلل الاقتصاد منذ حوالى عشرة ايام وخصوصا وسائل النقل البرية بتعقيد توزيع اي مساعدة. واكد برنامج الاغذية ان عمليات نقل المواد الغذائية كلها تقريبا "مجمدة منذ ايام عدة في غرب كينيا بسبب انعدام الامن" مذكرا بان الازمة تطاول ايضا اوغندا وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان. وازاء هذا الوضع تحادث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هاتفيا الجمعة مع كيباكي واودينغا وحثهما على "تسوية خلافاتهما عبر الحوار" بحسب الاممالمتحدة.