انطفأت، نهار الأحد، شمعة أخرى من شموع الفن الجزائري، ممثلة في الصوت الرخيم، السيدة نورة، عن عمر يناهز 72 سنة، بعد مرض عضال، استلزم نقلها إلى أحد المستشفيات الباريسية.. غير أن القدر كان أسرع، وانتهت مسيرة فنانة عملاقة، أعطت الجزائرَ الكثير، وأثرت الرصيد الفني الوطني بأكثر من 500 أغنية خالدة.. فطيمة باجي.. التي عرفها الجمهور الجزائري تحت اسم نورة.. نورت لسنوات شاشة التلفزيون، حين كانت الشاشة بالأبيض والأسود. وكانت من الفنانات القلائل اللواتي تحدين الصعاب، وقاومن المعوقات لبلوغ الهدف المنشود.. فمن "يا ناس ماهو" إلى "توحشناك"، وصولا إلى الأغنية الشهيرة "كيف رايي هملني"، التي أعادها بعدها مطربون كثر، خاصة مغني الراي، أمثال الهواري دوفان وغيره.
بدايتها كانت في خمسينيات القرن الماضي بعد اكتشافها من قبل الملحن عماري معمر الذي يعود له الفضل في احتكاكها مع عمالقة الأغنية الجزائرية آنداك، في صورة محبوباتي ومحمد الجاموسي. كما تعاملت مع قامات أخرى في صورة الفنان أحمد وهبي، الذي لحن لها أغنية في الطابع الوهراني. وكذا مصطفى سكندراني.. رحلت نورة في صمت مطبق، وتركت وراءها تراثا موسيقيا لن يندثر. وكانت آخر وصية للفنانة أن تدفن في بلدها الجزائر.. وهو ما سيكون بعد وصول جثمانها خلال ال24 ساعة المقبلة.