عدلت معظم المدارس الخاصة ودور الحضانة بما فيها المساجد التي تضم قاعات خاصة بتحفيظ القرآن للصغار، إجراءات جديدة على مستوى ضمان أمن وسلامة الأطفال المتمدرسين، ومن بين هذه الإجراءات إلزامية استلام الأولياء لأبنائهم عقب كل خروج من المدرسة أو دور الحضانة، مع الإمضاء بالاستلام حسب طلب الأولياء، وفي حالة غيابهم يمنح للمدرسة توكيل ممضي من الأولياء بالسماح بالشخص الموكل باصطحاب الطفل. وتأتي هذه الإجراءات عقب تخوف الأولياء من اختطاف أطفالهم بعد أخذ الظاهرة منحنيات متصاعدة خلال الموسم الفارط. وبالرغم من أن هذه الإجراءات تختلف درجة حساسيتها من مدرسة إلى أخرى فإنها تأتي استجابة لرد فعل الأولياء لا سيما منهم المتمدرسين في المدارس الخاصة، حيث طلب بعض الأولياء بعدم السماح للطفل بالخروج إلا بعد استلامه شخصيا من طرف والديه، على أن تتحمل المدرسة عواقب خروج الطفل دون علم والديه. كما وضعت المدارس القرآنية التابعة للمساجد تعديلات مست عملية خروج ودخول الأطفال، حيث يمضي الوالد أو الوالدة على وثيقة تحمل عبارة "خروج الطفل مع أهله ثم يتبع باسم الوالد والإمضاء"، وهذه الوثيقة يعمل بها حسب طلب الأولياء المتخوفين من اختطاف أبنائهم. من جهة أخرى تشهد أغلب المدارس التربوية في الجزائر لا سيما منها الإبتدائيات حركة مرور خانقة عقب خروج التلاميذ من مدارسهم سواء في الصباح أو في المساء بسبب توافد الأولياء على اصطحاب أبنائهم من المدارس، وهو ما يتسبب في عرقلة حركة المرور أمام المؤسسات التربوية، لا سيما منها في المناطق الراقية من العاصمة، وهو ما عاينته الشروق اليومي في كل من بن عكنون، حيدرة والمرادية. من جهة أخرى أكدت لنا مرشدات بعض المساجد في بلدية القبة أنه لا يمكن بأي حال أن يخرج الطفل المتمدرس من المسجد إلا بعد حضور ولي أمره وهو الممضي على التعهد الموجود عندنا، ويندرج ذلك في إطار ضمان أمن وسلامة الطفل، ونفس الإجراءات اتخذتها دور الحضانة، حيث أكدت مديرة "دار الأمل للحضانة في القبة" أن جميع الأطفال الموجودين في الدار يستلمون من قبل أهاليهم حتى أولائك الذين يجاور منزلهم الدار، كما عززت معظم المدارس الخاصة مناطقها بكاميرات لرصد الحركة يقول عنها حارس إحداها، انه يتم الإستعانة بها في حال ما تقدم شخص لطلب أخذ الطفل دون علم والديه حتى يتم كشف هويته من طرف عائلته. للإشارة شهد الموسم الماضي تسجيل حالات كثيرة للإختطاف أغلبها تتم عبر مكان تواجد الأطفال للعب لا سيما أمام مدارسهم بعد الخروج من أوقات الدراسة، وحتى من المساجد التي تخصص أماكن لحفظ القرآن. يذكر أن حادثة اختطاف الطفل وليد بالقبة من قبل عمته أمام مدرسته ومن بعد قتله وإخفائه، كان لها الدور الكبير في تصاعد منحنى الخوف لدى الأولياء. فضيلة مختاري