قال عبد الرحمان عرعار، رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ‘'ندى''، أن التحضيرات قائمة هذه الأيام من أجل إطلاق موقع على الأنترنت يعنى بانشغالات الطفولة يبدأ في العمل في الفاتح من جوان الجاري، وهو تكملة لمشروع “معا لمحاربة العنف داخل المدرسة”. وبخصوص هذا الأخير، قال المتحدث: “الشيء الملاحظ من خلال البرنامج أن من أسباب العنف في المدارس هي الوضعية العائلية للطفل، حيث يكون النزاع وتكون الأسرة غير مستقرة، ما يؤثر على سلوك الطفل ويؤدي إلى استحداث مشاكل في المدرسة بردود أفعال عنيفة. ويرى عرعار أن الإجراءات الإدارية التي تقوم بها المدرسة لحل المشكل غير كافية، إذ لابد من التكفل بالحالة النفسية للطفل. واعتبر عرعار، في اتصال مع “الفجر”، مشروع “معا لمحاربة العنف داخل المدرسة” الذي انطلق العام الماضي ناجحا، حيث ساهم في ترشيد سلوك تلاميذ المدارس وكافة عمال التربية على مقاربة حقوق الطفل، والتقليل من العنف في الوسط المدرسي. وقد تم تطبيق المشروع على مستوى 12 مؤسسة تربوية بالعاصمة، على أمل تعميمها على الولايات الأخرى، مشيرا إلى أن المؤسسات التربوية التي تم اختيارها تشمل الأطوار الثلاثة.. الإبتدائي المتوسط، والثانوي، باعتبار أن العنف منتشر في كل هذه الأطوار ولا يستثني فئة دون أخرى. وقال ذات المتحدث إن الإستراتيجية التي يقوم عليها المشروع الجديد ‘'معا لمحاربة العنف داخل المدرسة'' هي معالجة أسباب العنف وليس النتائج، لأن الأسباب أعمق من النتائج.. حسبه. وقال رئيس شبكة “ندى” إن البرنامج يقوم عليه أخصائيون نفسانيون ومربون مختصون، بالإضافة إلى تسطير برنامج زمني يلتقي فيه بالتلاميذ والمنشطون في المدرسة بوجود هيئة مشتركة بين الوزارة، بالإضافة إلى أن كل مدرسة فيها 10تلاميذ يدعون ب”المدربين الأقران” يسهرون على تطبيق البرنامج داخل المؤسسات التربوية، خاصة أن العنف الذي يظهر جليا في المؤسسات التربوية بالنظر لعددهم الكبير، إذ يوجد 8 ملايين تلميذ متمدرس، بالإضافة إلى الوسط الرياضي والمراكز الثقافية ودور الشباب التي يظهر فيها العنف، لكن بدرجة أقل. وأشار عرعار إلى نقطة مهمة هي ضرورة دمج الأولياء لكي يساهموا في التقليل من العنف ضد الأطفال، خاصة أن أغلب مشاكل الطفل ناتجة عن العنف الأسري و تصدع الأسر، ناهيك عن المشاكل الإجتماعية الأخرى التي تفتح باب الانحراف أمام الصغار. “نحن في الإستماع” ساهم في حل 600 قضية كشف عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة ندى، عن وصول عدد القضايا المعالجة إلى 600 حالة منذ بدء العملية، واعتبر عرعار العملية ناجحة. لهذا السبب فإنه سيتم تعميم هذه التجربة على عشر ولايات أخرى، منها بومرداس، تيزي وزو البويرة، عنابة، ورڤلة، والمدية، حيث يقوم المواطن بالإتصال بالرقم الأخضر وهناك يستمع إليه ثم يتم حل المشكل بالتنسيق مع جمعيات تنشط مع الشبكة. وفي هذا السياق، عالجت شبكة ندى عدة مشاكل خاصة بالأطفال في خطر صنفت إلى قضايا قانونية، قضايا نفسانية، وقضايا متعلقة بالتزويد بالمعلومات المختلفة، و تشمل كل ما يتعلق بالمنحة، حضانة الأطفال،الطلاق، والإعتداءات الجسدية والجنسية على الأطفال. تضمنت في مجملها التكفل بأبناء من أباء مطلقين، اليتامى، ضحايا السوء المعاملة والعنف الأسري، بالإضافة إلى التكفل بالقصر مستهلكي المخدرات. وهناك قضايا أخرى قامت شبكة ندى بمعالجتها تتعلق بالتزويد بالمعلومات فيما يخص التكوين المهني، التمدرس، التزويد بالأدوية والأغذية والإحتياجات الخاصة. تعمل شبكة ندى من أجل تجميع مجهودات كل من الوزارة والأولياء ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل تدعيم آليات حماية الطفولة من سوء المعاملة، مرافقة الطفل في نزاع مع القانون، بالإضافة إلى توعية الأولياء للحد من ظاهرة العنف الأسري.