تضافرت عوامل فلسطينية وإسرائيلية لتخفيف حدة التصعيد في الضفة الغربيةالمحتلة. وفيما ذكرت مصادر فلسطينية أن حركة "حماس" أبلغت إسرائيل، عن طريق ممثل الأمم المتحدة في القدس روبرت سري، أنها غير مسؤولة عن عملية خطف المستوطنين الثلاثة وقتلهم، أربك قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير في القدس الشرقية المحتلة بعد اختطافه على يد ثلاثة يهود، حسابات القادة الإسرائيليين المتخبطين أصلاً في اختيار "الرد المناسب" على قتل الإسرائيليين الثلاثة في الخليل، وأفقد تل أبيب "الشرعية الدولية" لرد عسكري واسع على حركة "حماس". وسعت إسرائيل إلى احتواء التوتر الذي أحدثته جريمة اغتيال الفتى الفلسطيني بعد خطفه، فأجّلت تسليم جثته. وأعلنت عائلة أبو خضير أن الشرطة الإسرائيلية أبلغتها بتسليم جثة ابنها قبل فجر الجمعة بعد الانتهاء من تشريحها وإنهاء التحقيق في شأن الوفاة، فيما قال حسين أبو خضير والد الفتى "لن نستلم جثة ابننا قبل الإعلان أنه قتل على خلفية قومية"، مضيفاً "لن نقبل أن ندفنه ليلاً. ونريد أن نقيم له جنازة تحافظ على كرامته". وقال مهند جبارة محامي عائلة أبو خضير إن "الجثة محروقة وكان من الصعب التعرف إليها". وفرضت الشرطة الإسرائيلية، الخميس، طوقاً أمنياً حول حي شعفاط، حيث منزل عائلة أبو خضير، بعد تجمع عشرات الفلسطينيين بانتظار تسلم جثة أبو خضير في ظل أجواء من التوتر التي تنذر بتجدد المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال عملياتها الأمنية في الضفة، واعتقلت 13 فلسطينياً في مختلف أنحاء الضفة، بينهم النائب في المجلس التشريعي عماد نوفل، وهدمت خمس مزارع للدواجن والمواشي وبيتاً في قرية العقبة، شرق الضفة. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي نشر تعزيزات محدودة من جنود الاحتياط على مشارف قطاع غزة بعد إطلاق نحو 20 صاروخاً منه على إسرائيل، لتوجيه "رسالة تهدئة لحالة التصعيد" إلى حركة "حماس" التي اتهمها ب"إطلاق بعض الصواريخ". وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الكولونيل بيتر ليرنر، أن "قوات محدودة من ضباط الاحتياط نشرت في مراكز قيادة عسكرية مختلفة لتعزيز قدرتنا بالقرب من الحدود مع غزة وليس في الميدان". ولفت إلى "الاستعداد في الوقت نفسه لكل المواقف إذا لم تتراجع حماس من تلقاء نفسها، لأننا لاحظنا ارتفاعاً كبيراً في عدد الصواريخ". وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على منشآت وممتلكات مختلفة في قطاع غزة أدت إلى إصابة 15 فلسطينياً، فيما أصيب منزلان في "سديروت"، جنوب إسرائيل، بصاروخين لم يوقعا إصابات بشرية، وأصاب صاروخ آخر خطاً للكهرباء، ما تسبب في انقطاع التيار عن منطقة في المدينة عدة ساعات.