حذّر البروفيسور محمد تجيزة، رئيس مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين، عائلات المرضى عقليا، وخاصة المصابين بأمراض عصبية خطيرة من تغيير مواقيت تناول دوائهم خلال شهر رمضان.. وأوضح المتحدث في اتصال مع "الشروق"، أنه خلال العام الماضي ارتكبت خلال شهر رمضان الكثير من الجرائم في حق مواطنين في الشارع من طرف المرضى عقليا، الذين يتابعون العلاج والذين لم يلتزموا بالوقت المحدد لتناول الدواء بحجة الصوم، مشيرا إلى أن بعض الأدوية التي لها علاقة بالهرمونات والجانب السيكولوجي والفيزيولوجي للمريض لا يتم تغيير مواقيتها المعتادة على عكس الأدوية الأخرى الخاصة بالأمراض المزمنة. ويرى البروفسور محمد تجيزة، أن خطر المجانين والمرضى عصبيا يزيد خلال شهر رمضان، وذلك لأن بعض الذين يتابعون العلاج يتخلون عن النظام المتبع خلال أيام الإفطار، وتغيب المراقبة الصارمة من طرف عائلاتهم الذين ينشغلون بالصوم. وفي سياق متصل، قال رئيس مصلحة الأمراض العقلية بدريد حسين، إن الجزائر تفتقر لسياسة إحصاء المرضى عقليا والتحكم في الظاهرة، كما لا توجد حسبه ضوابط واضحة لتفادي عواقب الاعتداءات من طرف هؤلاء المرضى في الشارع، إن هذا الخطر يرتفع أكثر في الصيف وخلال شهر رمضان، خاصة وأن عدد المصابين بأمراض عقلية يؤكد ذات البروفسور فاق حسب تقديراته 350 ألف مريض في الجزائر. وقال إن نسبة 50 بالمائة من هؤلاء يتبعون نظام علاج دقيق ومرتبط بوقت محدد لما له من تأثير هرموني وفسيولوجي، ولا يمكن التلاعب به وهو حسب تجيزة ما تجهله عائلات هؤلاء المرضى، والذين تعرض الكثير منهم لاعتداءات أدت للقتل من طرف أبنائهم المصابين بأمراض عقلية. وحسب بعض الأطباء العاملين في مصالح الأمراض العقلية، فإن المشرفين على علاج المرضى خلال شهر رمضان استفادوا من عطل، ما أدى مسبقا لتسريب المرضى وإبقائهم وسط عائلاتهم.