عاش، نهاية الأسبوع المنقضي، سكان منطقة بوعمامة شرقي وهران، حالة من الرّعب والهلع، على خلفية نشوب معركة دامية بين عرشين بعد الإفطار، بسبب الماء "الحلو"! أسفرت المعركة التي شهدها دوار "التيارتية" بمنطقة بوعمامة التابعة إداريا إلى بلدية مفسوخ في وهران، عن سقوط عديد الجرحى، وأخطر حالة مسجلة كانت لشاب أصيب بطعنات خطيرة، استدعت إخضاعه لعملية جراحية مستعجلة بالمستشفى الجامعي بوهران. وحسب شهود عيان، فإن قرابة 30 شخصا من مختلف الأعمار دخلوا في معركة طاحنة بدوار التيارتية عقب الإفطار، مدججين بالأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها، من سيوف وخناجر؛ والسبب مناوشات كلامية حدثت بين شابين ينشطان في مجال بيع الماء الصالح للشرب للمواطنين عبر الصهاريج المنقولة بواسطة المركبات، حيث طلب أحدهما من الثاني عدم بيع الماء بأحد الأحياء الشعبية المجاورة، كونها منطقته التجارية التي ينشط فيها. وهو الأمر الذي لم يهضمه البائع الثاني، ليدخلا في مناوشات كلامية، لكن بعد تناول الإفطار أخذت الأمور منحى خطيرا، إذ نشب شجار عنيف بين الطرفين، وامتد إلى أقاربهما ومعارفهما، الذين دخلوا في معركة حامية الوطيس. المعركة الدامية التي انفجرت بسبب الماء "الحلو"، أوقعت عددا من الجرحى، بينهم من تم نقله على وجه السرعة إلى الاستعجالات الطبية. فيما واصل الآخرون شجارهم إلى غاية تدخل رجال الدرك الوطني، الذين فضوا النزاع وفتحوا تحقيقا في الحادثة، التي أثارت استنكارا بين صفوف السكان، كونها حدثت لسبب تافه؛ دفعوا هم ثمنه، بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين داخل بيوتهم خوفا من التعرّض للأذى. بعد أن حرموا من السهر ليلا في شهر رمضان الكريم. هذه الحادثة الخطيرة، جعلت سكان منطقة بوعمامة، يطالبون بتوفير التغطية الأمنية اللازمة، للحيلولة دون وقوع أعمال عنف من هذا القبيل في شهر الصيام.