كانت مشتة ثنية الكبش ببلدية عين الزيتون بولاية أم البواقي، الخميس الأخير، مسرحًا لمعركة حامية الوطيس بين عائلتين تنتميان إلى عرشين مختلفين شارك فيها حوالي 37 شخصًا كانوا جميعهم مدججين ببنادق صيد والأسلحة البيضاء والهراوات والعصي والقضبان الحديدية وحتى الكلاب المفترسة. الشجار العنيف الذي دام أزيد من ساعتين متواصلتين تسبب في إصابة خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و60 سنة بإصابات متفاوتة الخطورة حسب مصدر أمني محلي مطلع ل “الفجر”. هذه المعركة الساخنة بدأت بمناوشات كلامية حول أحقية كل عائلة باستعمال منبع مائي طبيعي يوجد بالمنطقة لاستعماله للحاجات الضرورية والحيوية من المياه ولسقي البساتين والمزروعات. وسرعان ما تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي وتحولت تلك المناوشات اللفظية إلى عراك دموي عنيف، وذلك بعد إقدام إحدى العائلتين المتجاورتين في المشتة إلى تلويث المنبع المائي بفضلات الحيوانات وبعض القاذورات الأخرى نكاية في العائلة الأخرى حتى لا تستغل المنبع. وهو الأمر الذي أدى بالعائلة الثانية إلى الاستنجاد بأفراد من أقاربها وعرشها والذين جاءوا مدججين بمختلف أنواع الأسلحة مقابل تعزيز العائلة الأولى هي الأخرى بأعداد من أقاربها وعرشها، والذين التحموا في معركة دموية جد عنيفة لم تنته إلا بعد تدخل قوات الدرك الوطني رفقة أعيان المنطقة، الذين نجحوا بشق الأنفس في إخماد نار الفتنة وفضوا الاشتباك الدموي بعد مفاوضات ماراطونية وشاقة. وعادت الأمور إلى مجاريها، فيما تم نقل الجرحى على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى محمد بوضياف بأم البواقي. وسارعت مصالح الدرك الوطني بفتح تحقيق فوري لمعرفة ملابسات هذا الشجار الدموي العنيف الذي سبق وأن حدث في مطلع السنة الحالية شجار مثيل له بين ذات العائلتين ولكن لأسباب أخرى تسبب في وفاة شيخ يبلغ من العمر 93 سنة فيما أصيب حوالي 13 آخرين بجروح مختلفة.