103 شهيد، لن يكون هذا الرقم الذي سيمر الآن على شريط الأخبار العاجلة، مجرد إحصائية، تكشف عن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فما بين الرقم الأول (واحد)، والأخير(103)، حكايات ألم لراحلين تؤكد أعمارهم، وأحلامهم المقصوفة؛ أنهم ليسوا مجرد "أرقام". وبقائمة تصغرها طفلة عمرها عام، وتكبرها مسنّة عمرها 80 عاما، تزداد أرقام المأساة الإنسانية، التي يُخلفها القصف الإسرائيلي المتواصل على مختلف أنحاء قطاع غزة، لليوم الخامس على التوالي. وظهر الجمعة وصل عدد الشهداء إلى 103 فيما تجاوز عدد الجرحي 700 مصاب، بحسب ما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور أشرف القدرة. ومن خلال الإحصائيات الأولية لقوائم الشداء والمصابين الذين وصل عددهم إلى 103، بأن أصغر الشهداء الطفلة رنيم عبد الغفور من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة وعمرها عام، وفارقت الحياة هي ووالدتها أمل عبد الغفور، بعد قصف نفذته الطائرات الإسرائيلية، على منزل المواطن سعيد عبد الغفور؛ ما أدى إلى تدميره وتدمير ما لا يقل عن خمسة منازل مجاورة بصورة شبه كاملة. ومن بين أكبر الشهداء المسنّة نايفة فرج الله 80 عاما، والتي توفيت جراء إصابتها بشظايا صواريخ استهدفت أرضا زراعية مجاورة لمنزلها وسط قطاع غزة. كما أن القائمة كشفت عن استشهاد الطفل محمد ملكة (عام ونصف) من مدينة غزة، ووالدته (آمنة)، بعد إصابتهم بشظايا صواريخ الطائرات الحربية التي استهداف أماكن مجاورة لمنزلهم. وضمت قائمة (ال103 شهيد) 24 طفلا، معظم أعمارهم ما بين العام والخمسة أعوام. فيما استشهدت المسنةّ سلمية العرجا 60 عاما من مدينة رفح وهي تتناول طعام الإفطار، عندما قصف الطائرات الحربية هدفا مجاورا لمنزلها. و11 إمرأة كانت حصيلة خمسة أيام من العدوان الإسرائيلي، وأظهرت الإحصائية أن غالبية الشهداء من المدنيين الأطفال والنساء، وأن سبعة مقاومين فقط قتلوا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية من بينهم أربعة ينتمون لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وثلاثة ينتمون لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وفي بيان صحفي أصدرّه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوربية شرق أوسطية، مركزها جنيف بسويسرا) الجمعة، أكّد المرصد أنّ القوات الإسرائيلية مع استمرار هجومها تصعد من استهدافها المدنيين من النساء والأطفال تحديدا، وتواصل قصف المنازل بوتيرة عالية. وبيّن المرصد أنّ القوات الإسرائيلية تنفذ قتلا جماعياً بحق العائلات في قطاع غزة، مؤكدا أن مجمل عدد الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ بدء العملية العسكرية ازدادت بشكل كبير وغير مسبوق عن العمليات السابقة. ووصف المرصد الهجمات الإسرائيلية بأنها الهجمات الأعنف في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث بلغت حتى منتصف ليل الخميس 1534 قذيفة، وزعت بين 1088 غارة جوية، 240 قذيفة بحرية، و206 قذيفة مدفعية. وأكد المرصد أن ما ترتكبه القوات الإسرائيلية يرقى إلى مستوى جرائم الحرب لاسيما استخدامها القوة المميتة والاستهداف المنظم للمدنيين وممتلكاتهم وتعمد قصف المنازل السكنية والممتلكات العامة والخاصة.