لم يختلف اليوم السادس من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن سابقيه، فقد وقع مزيد من الشهداء نتيجة الغارات الجوية المتواصلة التي لم تستثن لا الأطفال ولا النساء، ولا تزال غزة تحصي شهداءها اليوم تلو الآخر وهي تقاوم ببسالة رغم عدم توازن القوى أمام الوضع الذي فرضته الهمجية الإسرائيلية، وبحلول العام الجديد سقط ما لا يقل عن21 شهيدا بينهم 11 طفلا و9 سيدات. يدخل العدوان الهمجي الصهيوني اليوم أسبوعه الأول، وتتواصل معه جرائم إسرائيل في قطاع غزة الذي استقبل العام الجديد على وقع صورة الدم والدمار، وارتفعت حصيلة الشهداء إلى غاية عصر أمس إلى ما يزيد عن 420 شهيد وهي مرشحة للارتفاع مع استمرار الغارات التي لا تستثني أي مكان أمام صمود منقطع النظير لدى سكان القطاع الذي باتوا ينامون ويستيقظون على وقع دوي الانفجارات. فقد استشهد ظهر أمس الجمعة سبعة مواطنين بينهم خمسة أطفال وأصيب آخرون في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة، كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في بلدة القرارة جنوب قطاع غزة. وأورد شهود عيان أن الأطفال الثلاثة وهم: محمد إياد الأسطل (10 أعوام) وشقيقه عبد ربه (11 عاما) وابن عمهما عبد الستار وليد الأسطل (11 عاما) كانوا يلهون قرب منزلهم عند سقوط قذيفة إسرائيلية على البلدة أدت الى استشهادهم على الفور. وفي حي الشيخ رضوان شمال غزة أصيب سائق إسعاف وطفلة بجراح في قصف إسرائيلي طال منزل لعائلة دبابش، كما استهدفت غارة إسرائيلية منزلا يعود لأحد كوادر القسام من عائلة أبو موسى في خان يونس، ما أدى إلى إصابة 3 من أفرادها بينهم طفل. وفي مخيم النصيرات استهدف الجيش الإسرائيلي منزل القيادي البارز في كتائب القسام عماد عقل أدى إلى تدميره، ولم يبلغ عن إصابات، ويعد عقل من أبزر قادة القسام ومن مساعدي القائد العام أحمد الجعبري. كما أفادت المصادر استشهاد الشاب فادي شباط (20 عاما) في غارة إسرائيلية استهدفت بيت حانون شمال القطاع، وذكرت مصادر طبية في الهلال الأحمر بغزة أن الفتى حماد مصبح 15 عاما استشهد بشظايا صاروخ أطلقته طائرات الاستطلاع الإسرائيلية على حي الشجاعية شرق القطاع، وأنه تم العثور على جثمان الفتى أشلاء. وفي سياق عملياتها التي تستهدف قيادات المقاومة، أفادت أمس مصادر من القطاع أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت منذ الصباح عشرة منازل لعناصر في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، وأشارت إلى أن معظم هذه المنازل كانت أخليت منذ وقت سابق، وقالت أيضا إن أكثر من 15 منزلا كانت هدفا للغارات الإسرائيلية منذ الليلة الماضية، ودمرت الطائرات والزوارق الحربية الإسرائيلية منذ بدء العدوان على غزة يوم السبت الماضي، أكثر من 55 منزلا بالقطاع تدميرا كاملا. كما قصفت الطائرات الليلة الماضية محيط مسجد العائدون شرق حي الشجاعية بمدينة غزة مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح مختلفة، وقد أغارت الطائرات على مسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا بشمال القطاع. وأضافت المصادر الفلسطينية أن الطائرات قصفت منزل وزير العدل السابق في حكومة حماس أحمد شويدح شرق مدينة غزة مما أدى الى تدمير المنزل كليا وإلحاق أضرار بمنازل مجاورة. وكان شويدح قد توفي قبل حوالي ثلاثة أشهر اثر مرض ألمّ به. وكانت إسرائيل قد شنت عدة غارات منذ فجر اليوم طالت مقر المجلس التشريعي بغزة ووزارتي العدل والتربية والتعليم التابعتين للحكومة المقالة، وغارة أخرى على مناطق خالية شمال القطاع، وغارة خلف كلية المجتمع للعلوم المهنية والتطبيقية جنوبغزة، وغارة استهدفت سيارة تابعة للشرطة المقالة وسط مدينة غزة، كما استهدفت مجموعة أخرى من المقاومين خلف مدرسة خالد بن الوليد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ولا حديث عن إصابات في هذه الغارات.