استغنت الكثير من الفتيات عن ألوان أعينهن الطبيعية رغبة في الحصول على لون مغاير توفره العدسات الاصطناعية وتقدم معه جمالا إضافيا لجلب أكبر قدر من المعجبين المخدوعين! لكن هذا الجمال المؤقت قد يُفقد سلامة النظر مع سوء الاستعمال. وهذا ما وقعت به فضيلة، إحدى الطالبات بالمركز الجامعي بتبسة حين اِحمرّت عيناها وانتفختا لأنها استخدمت عدسات لم تقوَ على المحافظة المثلى على نظافتها، وأكثر من ذلك فقد تداولتها مع إحدى صديقاتها، مما خلق لها حساسية حادة في العينين لم تبرأ منها إلاّ بعد معاينة طبيب العيون الذي نصحها بالابتعاد عن هذه العدسات وإلا ستفقد مع مرور الوقت بصرها بالكامل. ولعل السبب في إصابة فضيلة هو عدم استعلامها أكثر عن الطريقة المثلى لتوفير رعاية صحية لهذا النوع من أدوات التجميل، لأجل ذلك اقتربنا من أحد محلات النظارات الطبية التي تبيع عادة العدسات، حيث أكدت لنا عاملة بها أن "هذه العدسات مستوردة من الخارج ونحن نبيعها بترخيص من وزارة الصحة، حيث تخضع كلها للمراقبة الطبية وأي خلل أو إصابة لدى الزبائن فهو لا يعني بالضرورة أن الخلل بنوعية العدسات بل يرجع دوما للاستعمال السيئ للزبونات". إذ تباع مع هذا المنتوج مواد حافظة له وواقية للأعين من أي خطر يمكن أن يهدد مع مرور الوقت، وتتمثل في محلول منظف توضع فيه كل عدسة على حدة كل يوم ويستوجب تغييره يوميا، إضافة إلى أقراص لنزع الجراثيم تتناولها المستخدمة مدة 15 إلى 20 يوما للقضاء على أي التهاب جرثومي بمقدوره أن يؤثر على عينيها، لكن الكثيرات يستغنين عن هذه الأقراص -تقول البائعة-اقتصادا في ميزانياتهن ولا يفكرن في العواقب إلا بعد أن يتعرّضن لالتهاب جرثومي عندها يأتين تباعا لاقتناء الدواء اللازم. ويقدر ثمن العلبة المشكلة من العدسات والمحلول والدواء ب 2700 إلى 3 آلاف دينار، أما دون الأقراص فلا تتجاوز 1800دج، وأكثر العلامات شيوعا هي ماركة "فراش لوك" الأمريكية. ومن أكبر الأخطاء التي تقع فيها طالبات الجمال الصناعي هي وضع العدسات بعد تجميل العينين، مما يسمح بدخول أجزاء من مساحيق التجميل إلى البؤبؤ ويترسّب بين العدسة الصناعية والعدسة الحقيقية للعينين، مما ينجم عنه شبه تعفن ويعرقل الرؤية، وبذلك يصبح مع التكرار يشكّل خطرا على سلامة النظر، إلا أن الفتيات يحتملن الألم الناجم عن هذه العملية الخاطئة، ظنا منهن أنها مجرد حساسية مؤقتة للعين من الجسم الغريب الداخل إليها، ولا تكلف أية واحدة من الفتيات نفسها عناء السؤال عن الطرق المثلى للاستعمال -تذكر البائعة- فبمجرد الحصول على العدسات يركضن إلى المنازل شوقا لرؤية الأعين الزرقاء والخضراء على أديمهن! واستغربت البائعة صغر سن إحدى الزبونات البالغة من العمر 12سنة جاءت لاقتناء عدسات لتغيير لون عينيها مصحوبة برفيقاتها.. ولعل هذا أبلغ دليل على انتشار الإصابات من هذه العدسات. فقبل 6 سنوات لم تكن هذه العدسات منتشرة بكثرة وكانت تقتنيها سيّدات وأوانس يعرفن حق المعرفة كيفية استعمالها ويتوخين الحذر والحيطة من أي إصابة قد تفقدهن صحة العينين. ويقتصر استعمالها على السهرات أو المواعيد الهامة التي ينقص فيها التعرض للمحيط الخارجي ومختلف تأثيراته، تضيف البائعة. وعن التأثيرات الصحية التي يمكن أن يخلّفها الجمال المؤقت للعدسات الصناعية يقول الدكتور "لاغوب" بالمركز الصحي لسيدي أمحمد بالعاصمة، إن عدم الالتزام بنصائح الباعة من طرق المحافظة على نظافة هذه العدسات يمكنه أن يفقد الفتيات نعمة النظر التام وذلك لترسب الجراثيم داخل الحدقتين، مما يتسبب في تشويه الرؤية الصافية للعين وقد يتطور إلى فقد البصر نهائيا في المستقبل. وأكد ذات الطبيب أن الجراثيم التي تدخل العين عن طريق هذه العدسات باستطاعتها أيضا أن تخلق أمراض القلب وتصلب الشرايين. فهل ستتعظ ملكات الجمال الصناعي بهذه النصائح الطبية أم أن كل شيء يهون أمام لذة شد الأنظار ولفت العيون؟! دلولة حديدان