نزل رئيس شباب بلوزداد ضيفا على "الشروق" في منتداها الرياضي ليتحدث عن كل ما يخص فريق الشباب، عائدا بالسنوات الى الوراء في محطات لا تنسى وستبقى خالدة وإلى الأبد، لأنه رئيس ليس ككل الرؤساء، فتحدث بصراحة معهودة لم يستثن منها الجوانب الشخصية الى ستكتشفونها فيما يأتي. حنكوش.. "خبزيست" وعديم الشخصية حنكوش مدرب "خبزيست"، بهذه العبارة أبدى مختار كالام رأيه في المدرب السابق لشباب بلوزداد والذي تسبب في زعزة استقرار الفريق عشية الداربي العاصمي ضد اولمبي العناصر "ما فعله حنكوش لا يمت للرجولة بأي صفة، فقد كان بإمكانه الانتظار إلى ما بعد مباراة العناصر ثم يرحل، والسبب الذي افتراه حنكوش للاستقالة غير مقنع وهو مدرب خبزيست". قال ضيف فوروم "الشروق" إن حنكوش عديم الشخصية "لأنه قدم استقالته في البداية ثم عاد بمحظ إرادته، وقلت له إنني لن ارفع راتبه الشهري، وبالرغم من ذلك بقي يدرب في الفريق، فعندما تنقلنا إلى عنابة لمواجهة الاتحاد المحلي فرض ثلاثة لاعبين رأيهم على مدربهم واحتلوا غرفة واحدة في حين كنا قد برمجنا في كل غرفة لاعبان، وهذا ما يدل على انه عديم الشخصية" وأوضح كالام أن رحيل حنكوش في المرة الأولى لأن احد أندية القسم الوطني الأول طلب خدماته وعرض عليه أجرا اكبر من الذي كان يتقاضاه في بلوزداد. خلق تكتلات في الفريق ويوجه رئيس بلوزداد إلى حنكوش تهمة خلق التكتلات داخل الفريق بسبب سوء تسييره لمجموعة اللاعبين التي كانت بين يديه "وذلك ما أدى إلى توتر العلاقة بين اللاعبين الذين انقسموا إلى مجموعتين، ولحسن الحظ أننا اكتشفنا الأمر وأصلحنا الأمور بين اللاعبين، ولو استمر الوضع كذلك لذهب الفريق إلى الهاوية". لو طلب مني تسريح مزوار لفعلت من اجل مصلحة الفريق بوسع كالام التضحية بأشياء عديدة ولو كان ذلك على حسابه "ولو طلب مني حنكوش تسريح مزوار خلال فترة التحويلات الشتوية لفعلت إن كانت مصلحة الفريق تقتضي ذلك، كما فعلت مع بلخضر وطوبال قبل يومين من انتهاء الميركاتو" ويؤكد كالام انه لا يعترف بالأسماء في الفريق، وهو مستعد لطرد أي لاعب مهما كانت قيمته إن لم يكن متخلقا ومنضبطا. بودماغ أخذ أمواله وكنت على وشك تعليق مصيره قضية المدافع بودماغ أسالت الكثير من الحبر، وخاصة تصريحات اللاعب التي قال فيها انه لم يستلم مستحقاته المالية، فقد فند كالام كل ذلك "بودماغ اخذ مستحقاته مثلما استلم زملاؤه، ولم يكن يعي ما يفعله، فبعد مباراة شبيبة القبائل أغلق هاتفه النقال وقاطع الفريق، والأجمل من ذلك هو تفاوضه مع رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار خلسة ونسي أن مصيره بيدي وكان بوسعي تعليق مصيره وعدم تركه يلعب لأي فريق نكاية فيه ولما فعله لبوزداد، فقد تركنا في مباراة الوفاق من دون مدافع أيمن ." علاقتي جيدة مع قدماء بلوزداد قال ضيف "الشروق" إن علاقته جيدة مع اللاعبين القدماء في شاكلة طاليس، بوطالب وسطارة، نافيا أن يكون فكر في إعادة الأخير إلى الفريق، لأن مستواه تراجع، مؤكدا ان الاخبار الرائجة حول جلب بعض اللاعبين السابقين في التشكيلة كانت بعد مشاهدتهم في الملعب لمتابعة مباريات الفريق. صرفنا 8 ملايير وتنقصنا 6 أخرى لإنهاء الموسم ضيفنا لم يصرح من قبل بقيمة المبالغ المالية التي صرفتها إدارته إلى حد الآن، وبعد مرور 17 جولة من عمر البطولة الوطنية كشف لنا كالام انه صرف 8 ملايير سنتيم على الفريق، وهي مصاريف متعلقة بالألبسة الرياضية والنقل والفنادق ومنح المباريات وعلاوات الإمضاء...الخ. ولا تزال تتنتظر كالام مصاريف أخرى، بحيث أوضح أن الفريق تنقصه 6 ملايير سنتيم أخرى لإنهاء الموسم في أحسن الأحوال. الديون تحاصر الفريق الحديث عن تسيير فريقه وعن مصاريفه الكبيرة قادت كالام للحديث عن ديون الفريق التي تركها الرؤساء الذين تناوبوا على عرش بلوزداد، ومن حين لآخر يظهر احد المدينين للفريق بالأموال سواء مدير فندق أو احد المطاعم التي كانت تقدم الوجبات للفريق سابقا ولم يجد كالام سوى "إننا اتفقنا معهم على تسديد الديون بالتقسيط ." طلقت بلوزداد بكلمة وتنقلت للنصرية عاد بنا كالام إلى حقبة زمنية كان فيها الشباب لا يقهر وكان ابن بلكور هدافه، وبالرغم من ذلك قرر مغادرة الشباب وتطليق فريقه المحبوب من دون رجعة بكلمة واحدة فقط على حد قول كالام "السبب هو انه في خلال الموسم الكروي 70/71كان فريق اتحاد العاصمة يصارع من اجل البقاء ويلزمه الفوز علينا من اجل البقاء، وعندما التقى الفريقان كنا متفوقين بهدفين، وفي المرحلة الثانية انقلبت الأمور رأسا على عقب وفاز الاتحاد بثلاثة أهداف ونجى من السقوط، وحملني احد الزملاء ومسير في الفريق المسؤولية واتهموني بترتيب نتيجة المباراة، ومن ثم قررت تطليق الشباب دون رجعة وأمضيت لصالح النصرية لأربعة مواسم ." كنا لا نقهر وساعدنا الحمراوة على البقاء كان شباب بلكور في عشريته الذهبية التي نال فيها عشرة ألقاب كاملة نادرا ما ينهزم بأرمادة من اللاعبين كانوا يشكلون 90 بالمائة من المنتخب الوطني، وتعمد رفقاء كالام الهزيمة في وهران في موسم 67/ 68، يقول كالام "كان مولودية وهران من أقوى الأندية الجزائرية آنذاك ويمتلك مجموعة قوية من اللاعبين، لكن بعض المشاكل ساهمت في تحقيقه لسلسة من النتائج السلبية وكان مصيره معلقا بمباراتنا الأخيرة في وهران ورتبنا نتيجة اللقاء لصالح الحمرواة ونجى من السقوط." ينتظر تسريحا من "ديجياس" وهران مجاج المدرب الجديد لبلوزداد قال رئيس شباب بلوزداد مختار كالام أن مجاج سيكون خليفة الراحل حنكوش على رأس العارضة الفنية "بعد رحيل حنكوش اتصلنا بعدة مدربين لتعويضه وتوصلنا إلى أرضية اتفاق مع مجاج ومن المنتظر أن يباشر عمله في غضون الأيام القليلة المقبل". وأوضح كالام انه دخل في اتصالات متقدمة مع المدرب السابق لاتحاد البليدة كمال مواسة ولم يصلا في آخر لحظة إلى أرضية اتفاق. ومن جهته مجاج أكد اتصالاته مع إدارة بلوزداد وقال "منحت موافقتي المبدئية لكالام وشرف لي الإشراف على العارضة الفنية لبلوزداد". وأضاف محدثنا "من المفترض أن التقي اليوم مع كالام للجلوس على طاولة المفاوضات". وعلى صعيد آخر كشف نائب رئيس الفريق محفوظ كرباج أن إدارة بلوزداد ستراسل مديرية الشباب والرياضة لولاية وهران من أجل تسريح مجاج ومنحه عطلة من دون أجر "لأن مجاج مدرس في أحد المراكز الرياضية بوهران التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة". من الذاكرة في جعبة نجم بلوزداد الكثير من الأمور الجميلة تخبئها ذاكرته المليئة بالإحساس المرهف، لكنه اختزل كل ذلك في ذكرى مشاركة المنتخب الوطني العسكري سنة 67 باليونان ولعب المنتخب انذاك بشكل كبير فاجأ المتتبعين بالمستوى الراقي، ووصلنا إلى نهائي المنافسة وكان يشرف على التشكيلة محمد أعراب، وعن الحديث الذي يبقى متداولا حتى اليوم بإقحام بعض اللاعبين غير المنخرطين في السلك العسكري على غراره في الدورة، أكد كالآم الخبر "كنت أنا وعبروق وسريدي وبروجي، لكن أؤكد أن الفرق الاخرى أيضا كانت تملك لاعبين غير منضوين أمنيا". بطاقة حمراء قدمها الى كل حكم مستهتر يخدم مصالح بعض الفرق على حساب فرق أخرى تجتهد فى التدريبات، كما وجهها الى كل رئيس يقوم بشراء المباريات للارتقاء في سلم الترتيب. ولأول مرة يقدمها شخص لنفسه حيث وجهها كالام لشخصه لأنه ندم على العودة الى محيط الكرة المتعفن الذى لم يعد مثلما كان سابقا. كالام وان بدا عليه ندم الا انه أصر على مواصلة المسيرة في سبيل الوصول بالشباب الى مصاف الكبار واعتلاء منصة التتويجات. نعم أنا مع بوتفليقة وأتمنى له عهدة ثالثة خرج ضيف الشروق عن العادة وتحدث في السياسة في موضوع الساعة، حيث أكد مساندته للرئيس بوتفليقة وسياسته المنتهجة، مؤكدا على ترشيحه لعهدة ثالثة لإكمال عمله المنجز في العهدتين السابقتين، وأعتقد انه أصلح للبلاد. الشروق ممولا لبلوزداد فضل رئيس بلوزداد جريدة الشروق للحديث فيها عن كل ما يختلج صدره، واستغل المناسبة لإبرام اتفاقية مع الشروق تقضي بتمويلها للشباب. وأمضى السيد مدير الجريدة علي فضيل ورئيس بلوزداد كالام على العقد، وسيكون شعار الجريدة التي اعترف الاخير بمكانتها المرموقة في السوق الاعلامية. بورتريه.. كالام: الرجل الصلب يصعب اختزال حكاية كلام في بضعة اسطر أو كلمات، فهو اللاعب الفنان، الهداف الماهر، المجاهد الأبي، الشرطي الوفي والرئيس الذي يسعى وراء النجاح. ولد كالام بحي المدنية بالعاصمة سنة 1944، لكنه ما زال يحن إلى حي "الكاريار" الذي ترعرع فيه أجداده الذين قدموا من منطقة سور الغزلان. عاش كالام طفولته ابان الفترة التحريرية فرضع حليب الثورة وتشبع بالمبادئ الوطنية، زج به في السجن لمدة 13 يوما ببني مسوس وسنه لا يتعدى السادسة عشر بعد أن أوقفه البوليس الفرنسي في مظاهرات ال 11 ديسمبر. دخل كالام عالم الرياضة من فنها النبيل، فكان ذلك المسالم الذي يرفض الحڤرة، لكن الشارع وكغيره من أطفال زمانه صقل فيه موهبة أخرى، فكان يداعب الكرة ببراعة، مما منحه فرصة الانضمام إلى احد أحسن الأندية الجزائرية، شباب بلوزداد، الذي احتضنه احتضان الأم لابنها فمنحه بدوره أهدافا كثيرة لمعت صورته في عالم الكرة الجزائرية والمغاربية. بعد أن سطع نجمه في الشباب اضطر إلى مغادرته بعد أن طعن في كرامته ليلتحق بمدرسة النصرية، ورغم مساعي مسيري الشباب آن ذاك لإعادته إلا انه قال كلمة شهيرة "إلي أيطلق مرتو ممنوع أن ترجع" ولعب موسما في الملاحة. ويفتخر كالام انه شرف الألوان الوطنية في مختلف المباريات والمناسبات التي شارك فيها خاصة البطولة العسكرية 1967. نجاح كالام كلاعب ومدرب وربما رئيس، كان بمثابة مرآة عاكسة لنجاحه في حياته اليومية التي بدأها بزواجه في سن ال 24 وهنا يؤكد أن والدته خطبت له وهو مع المنتخب الوطني بمصر، "أي دون أن تعلمه". كالام تمكن من بناء أسرة جزائرية بأتم معنى الكلمة، متكونة من 9 أولاد أكبرهم ابنه الحاصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد والذي يدير شركة تصدير واستيراد. وعلى عكس العادة، اقتحم كالام عالم الشرطة في سن الأربعين ومنح رتبة محافظ شرطة بعد أن طلب خدماته وزير الداخلية السابق الهادي خديري، فأشرف على عالم رياضة البذلة الزرقاء فحقق نتائج إيجابية. وكاد كالام أن يرفض الالتحاق بسلك الشرطة لولا نداء القلب الذي تفوق على رغباته، سيما انه كان يعمل كإطار في الشركة الجزائرية للنقل البحري وأجره يفوق بكثير الأجر الذي منح له في وظيفته الجديدة. ويعترف كالام انه تعلم كثيرا من سلك الشرطة، وبأن وظيفته في الأمن عززت مواقفه الثابتة وأصبح معروفا أكثر بمواقفه الرجولية التي لا تتغير وهنا يقول "أنموت أوما نحملش الحڤرة والذل". بعد مسيرة ال 20 سنة في سلك الشرطة، فضل كالام العودة الى فريقه المحبوب الشباب، لكن هذه المرة كرئيس، ورغم الصعوبات الكثيرة التي واجهته والمحاولات العديدة لعرقلته إلا انه لا يعترف إلا بالنجاح ويرفض أي مزايدات سواء من اللاعبين أو المدربين. هذه هي مسيرة لاعب ناجح، مدرب منضبط ورئيس قد يتمكن يوما من تغيير عقلية بعض الرؤساء البالية. القسم الرياضي