أعلنت اللجنة الانتخابية في تركيا مساء الأحد فوز رئيس الوزراء طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية بغالبية الأصوات من الدورة الأولى. واستنادا للنتائج الجزئية، فإن أردوغان حصل على نحو 56% من الأصوات مقابل 35,9% لمرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلي. وقد هنأ المرشح الرئيسي للمعارضة التركية، أكمل الدين إحسان أوغلي، أردوغان بفوزه في الانتخابات الرئاسية. واستنادا إلى النتائج الجزئية لنحو نصف بطاقات التصويت، حصل رئيس الحكومة الإسلامي المحافظ، الذي يحكم البلاد منذ 2003، على نحو 56% من الأصوات مقابل 35,9% لمرشح المعارضة اكمل الدين احسان أوغلي و8,5% لمرشح الأقلية الكردية صلاح الدين دمرتاش. وقد دعي حوالي 53 مليون ناخب إلى التصويت حتى الساعة 14,00 بتوقيت غرينتش لاختيار واحد من المرشحين الثلاثة. وكان فوز "رجل تركيا القوي" منذ 2003 في هذه الانتخابات مرجحا، ليتمكن بذلك من مواصلة التحولات في البلاد وفق مفهومه الإسلامي المحافظ وهو في سدة الرئاسة. فرض رجب طيب اردوغان الفائز بالانتخابات الرئاسية الاحد من دورها الاول والذي يعظمه اتباعه بقدر ما ينتقده خصومه، نفسه لمدة 11 عاما سيدا بلا منازع في تركيا رغم تزايد الانتقادات لسياساته. واثبت اقتراع الاحد ان اردوغان (60 عاما) يبقى السياسي الاكثر شعبية وجاذبية في بلاده منذ مصطفى اتاتورك مؤسس الجمهورية الاسطوري. وقال دبلوماسي "انه المهيمن على السياسة التركية". وهو يمثل في اذهان الاغلبية المتدينة والمحافظة في البلاد الرجل الذي صنع عقدا من النمو الاقتصادي القوي واستقرارا سياسيا كانت فقدته واردوغان الواثق من نفسه ومن شعبيته والذي يصفه مريدوه وخصومه ب "السلطان" الجديد، لم يتزعزع بعد موجة انتقادات من المعارضة وفضائح تصنت واتهامات بالرشوة. بالعكس رد مستخدما استراتيجيته المفضلة التي تقوم على تصويره ك "رجل الشعب" ضحية "مؤامرة" النخب. وجمع حوله لاسابيع القاعدة ملوحا ب "مؤامرة" ضده يحيكها حلفاء سابقون في جماعة الامام فتح الله غولن. ونجحت خطة اردوغان حيث فاز حزبه بالانتخابات البلدية في مارس ونال 45 بالمئة من الاصوات. ومن خلال التركيز على هذه الصورة للرجل القوي القريب من هموم المواطن التركي العادي، تدرج فتى الاحياء البسيطة باسطنبول في سلم الحكم. وتلقى اردوغان تعليمه في ثانوية دينية وعمل بائعا كما حلم في وقت ما بان يصبح لاعب كرة قدم، قبل ان يخوض غمار السياسة ضمن التيار الاسلامي. وانتخب عمدة لبلدية اسطنبول في 1994 ثم قاد حزبه ، حزب العدالة والتنمية، الى الفوز بالانتخابات التشريعية في 2002. وتولى منصب رئيس الوزراء بعد ذلك بعام بعيد العفو عنه من حكم بالسجن بسبب القائه نشيدا دينيا في مكان عام. ولسنوات راكم النموذج الديموقراطي المحافظ الذي اعتمده اردوغان والذي يزاوج بين الراسمالية الليبرالية والاسلام المعتدل، النجاحات مدعوما بنسب نمو "شبيهة بالنمو الصيني" لاقتصاد البلاد ورغبته في الانضمام للاتحاد الاوروبي. وبعد ان اعيد انتخابه في 2007 و2011 مع نحو 50 بالمئة من الاصوات، بدا اردوغان يحلم بتولي الرئاسة وبالبقاء على راس اليلاد حتى 2023 للاحتفال بمئوية الجمهورية التركية.