سنتان من المعاناة المتواصلة والمراسلات المستمرة والاستغاثات المدوية التي وجهها السيد عباس عبد المجيد لجميع المسؤولين قصد مساعدته على إنقاذ حياة زوجته المصابة بسرطان المثانة والرئة الذي بات يقتلها ببطء، وكذا ابنته ذات الست سنوات التي تعاني من أنيميا حادة أصيبت بها وجعلت وزنها لا يتجاوز 16 كيلوغراما جراء سوء التغذية. وزيادة على هذا، فقد تعرض السيد عباس إلى الطرد من العمل جراء عطله المرضية المتكررة التي كان فيها منشغلا بزوجته وابنته المريضتين. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقد تعرض الأب المنهك بالمشاكل إلى قطع الكهرباء بعدما فاقت مستحقاتها 12 مليون سنتيم، مما انعكس سلبا على صحة عائلته في ظل غياب التدفئة، وهذا ما جعله يراسل ويقصد وزارة الصحة قصد التكفل الصحي بزوجته ووزارة التضامن الوطني ووزارة الشؤون الدينية التي قد تعينه بأموال الزكاة، بالإضافة إلى والي ولاية البويرة، غير أنه لم يتلق أي رد أو اعتبار من هؤلاء المسؤولين الذين لم يكلّفوا نفسهم حتى عناء الرد على مراسلاته، مما جعله يقصد الجرائد التي وجد فيها منبرا للترويح عن همومه المتراكمة. ويروي لنا السيد عباس عبد المجيد مأساته والألم يعصر قلبه كونه لم يستطع توفير الحياة الكريمة لأفراد عائلته المتكونة من خمسة أطفال، فهو مدرج ضمن قائمة المعوزين بعد تحقيق اجتماعي يوم 14 مارس 2006، ومتطلبات العلاج التي تفوق ثلاثة ملايين سنتيم شهريا باتت هاجسا يؤرقه، ناهيك عن مصاريف الدواء والغذاء. أما مصاريف الدراسة فحدّث ولا حرج، فالأب يفكر في توقيف أبنائه الأربعة عن الدراسة لأنه عاجز عن توفير الأدوات والألبسة لهم. والأمر الذي زاد من معاناة المتحدث هو التجاهل الرهيب الذي تعرض له على مدار سنتين من طرف المسؤولين الذين رفضوا حتى لقاءه أو الاستماع إليه خاصة بعد النداءات التي قدمها بعد العملية الجراحية التي أجرتها زوجته في مستشفى مصطفى باشا والتي تبعتها فحوصات وأدوية عديدة كانت تتطلب النقل اليومي للزوجة لإجراء حقن مسكّنة للألم والتي يتجاوز سعرها 5000 دينار ولا زالت زوجته إلى حد اليوم تعاني وتعتصر من الألم وتطالبه في كل يوم أخذه إلى الطبيب لأنها أصبحت لا تحتمل الوجع وسط بكاء وعويل الأبناء الذين يشاهدون أمهم تتآكل أمام أعينهم والزوج لا يجد ما يفعل سوى التنقل اليومي بين قرية "تاغربوست" ببلدية غبالو بولاية البويرة والعاصمة لطلب المساعدة، حاملا معه جميع المراسلات والطلبات التي قدمها في وقت سابق للمسؤولين والتي لم يستفد منها سوى من مبلغ 4000 دج من طرف مديرية النشاط الاجتماعي لولاية البويرة التي لا تغطي حتى مصاريف التنقل. وتبقى حالة السيد عباس عبد المجيد تستدعي التدخل الفوري من طرف المسؤولين قبل فوات الأوان فكنوز الدنيا لن تستطيع إرجاع زوجته وابنته إذا ما توفّيا نتيجة الإهمال وسوء التغذية. بلقاسم حوام