وجد عبد المجيد، وهو أب لخمسة أطفال كلهم متمدرسون، نفسه فجأة أمام قدره المحتوم، أمام مرارة وثقل التكفل بحالة زوجته عائشة (40سنة) المريضة منذ سنتين بعد إصابتها بسرطان الكلى والمثانة، خاصة بعد أن اضطر إلى ترك عمله كعون أمن لمؤسسة ليتفرغ لتنقلات علاج زوجته بين أقسام مستشفيات الجزائر العاصمة، كما أن تأخره في شراء الأدوية المكلفة والتي ليست مغطاة تحت أي تأمين اجتماعي، أو الالتحاق بمواعيد الفحوصات أكثر من 15 يوم يضاعف من مأساته ومعاناة زوجته في آلام المرض الذي ينهك جسدها، حيث وصل وزنها إلى 43 كيلوغرام، خاصة أن الأطباء أكدوا بأن عائشة يجب أن تخضع لنظام غذاء خاص ويجب أن تشرب المياه المعدنية والتي تصل إلى 6 قارورات في اليوم.وما زاد الثقل على كاهل عبد المجيد هو مصاريف تنقلات زوجته إلى المستشفى التي يجب أن تكون في كل مرة عبر سيارة للإسعاف يصل ثمن استئجارها إلى 1200 دينار.المشكلة، يقول الزوج عبد المجيد، أن أبواب المسؤولين المحليين والولائيين قد أوصدت في وجهه رغم استحقاقه للإعانة العاجلة، لا سيما بحالة زوجته الصحية وعلاجها، فقد أجرت السلطات المحلية، حسبه، تحقيقا اجتماعيا، أثبت أنه معوز كليا، ولا يملك أي مدخول وأنه يجب أن يستفيد مباشرة من المساعدات التي تقدّمها مديرية النشاط الاجتماعي المخصص لضعيفي المدخول ومعدوميه، إلا أن ذلك لم يحصل ولم تتلق عائلة عباس عبد المجيد سوى 4000 دينار قدمتها له مديرية النشاط الاجتماعي العام الماضي، فالوثائق والمراسلات الذي أرفق بها عبد المجيد حديثه وقلبه يتحسر، تؤكد أقواله وتبين اطلاع المسؤولين على المستوى البلدي والولائي وحتى الوزاري على وضعيته الاجتماعية المزرية وكذا وعودهم بالتكفل بحالته لكن هذه الوعود بقيت كلها مجرّد حبرا على ورق. ولدى حضوره إلى مقر "النهار"، قال عبد المجيد إن الصحف الوطنية بقيت الحلّ الوحيد أمامه لإيصال معاناته والاستغاثة بذوي القلوب الرحيمة والبر والإحسان، فزوجته تحتاج إلى التكفل التام وما زاد الطين بلة والوضع سوءًا هو أن ابنته البالغة من العمر 7 سنوات تعاني من أنيميا حادة، جعلت الطبيب يصف لها نظاما غذائيا مكلفا والذي لا يستطيع توفير مصاريفه، وهو الآن يطالب كل شخص يمكنه مساعدته بعدما عجزت السلطات العمومية في ذلك وكله ثقة في أن عباد الله المحسنين لن يخيبوه في التكفل بحالة زوجته وابنته المرضية المتدهورة.