باشرت السلطات الإيطالية منذ بداية الأسبوع الجاري، حملة مطاردة واسعة في صفوف "الحراڤة" الجزائريين، المتواجدين على ترابها، تخللتها اعتقالات واسعة لعشرات من الشباب، بعد أن استقر أغلبهم في ورشات عمل مؤقتة، خصوصا بالجنوب الإيطالي على مستوى مدن سردينيا، نابولي، كروتوني ولومبادوزا، إذ وجد معظمهم ضالته في كسب رواتب زهيدة مقابل العمل في الحقول والمزارع، التي تشتهر بها مدينة نابولي. وبحسب عدّة تقارير إعلامية، فإن سلطات الدولة الإيطالية، قد تحركت بشكل فعلي هذه المرة، وفي نيتها العمل على محاربة كامل المظاهر والمخلفات التي أنجرت عن الانتشار الرهيب لظاهرة "الحرڤة" نحو التراب الإيطالي، إذ عرفت سواحل المدن الجنوبية الإيطالية، منذ مطلع جانفي من العام الماضي، توافد المئات من الشباب "الحراڤة" عليها، وبالرغم من إجراءات الرقابة المفروضة من قبل مصالح القوات البحرية وكذا عناصر الدرك، إلا أن ما يزيد عن ال5000 "حراڤ"، تمكنوا من التوغل إلى داخل الشارع الإيطالي. وبحسب ذات المصدر، واستنادا إلى تقرير سابق أعدته جريدة "سردينيا اليوم"، فإن ما يزيد عن 1600 "حراڤ"، من الذين تمكنوا من الإفلات من أعين الرقابة، محسوبون على عدّة ولايات بشرق الجزائر، نجحوا على فترات متلاحقة من بلوغ تراب الجمهورية الإيطالية والولوج نحو عمق المدن المعروفة بنشاطها التجاري والصناعي المكثف. وبالعودة إلى موضوع تحرّك الجهات الوصية في إيطاليا واستنفار قواعدها ضد "الحرڤة"، فإن نفس الصحيفة قد اتفقت مع صحف إيطالية أخرى في نقل أنباء لا تسر عن مصير "الحراڤة" الجزائريين المتواجدين بإيطاليا. وبحسب ذات المصدر، فإن الوزير الأول الإيطالي (رومانو برودي) يكون قد وجه تعليمات صارمة لقواعده، وذلك بإيعاز من رئيس الجمهورية الإيطالية "جيورجيو نابوليتانو"، مفادها إنشاء فرق أمنية خاصة، مهمتها رصد تحركات "الحراڤة" وإخضاعهم للاعتقال المباشر، في خطوة أولى لترحيلهم إلى البلد الأم. وفي هذا السياق، أوردت تقارير إعلامية اعتقال الجهات الأمنية الخاصة هذه، ما لا يقل عن ال500 "حراڤ" خلال الثلاثة أيام الأولى من بحر الأسبوع الجاري. زڤاري أحمد