قالت مصادر عسكرية معارضة في محافظة الرقة شمال سوريا، الاثنين، إن مطار الطبقة الذي استولى عليه تنظيم الدولة الإسلامية في ريف المدينة يحوي طائرات صالحة للاستعمال، وحذرت من استخدامها لشن غارات على كتائب المعارضة السورية لبسط نفوذ داعش شمال وشرق سورية. وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، إنه "قبل استيلاء مقاتلي تنظيم داعش على مطار الطبقة، كان فيه ست مروحيات وأربع طائرات قتالية، بالإضافة إلى أسلحة ثقيلة، وقد سيطرت الدولة عليها، وبالغالب ما تزال صالحة للاستعمال ولم يتم تدميرها"، ومن الصعوبة بمكان التحقق من هذه المعلومات بسبب سيطرة داعش على كامل المحافظة وتعتيمها إعلامياً على غنائمها التي تحصل عليها من سيطرتها على مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري. وعلى عكس المتوقع، أعربت المصادر عن خشيتها أن يستخدم تنظيم داعش هذه الطائرات ضد المعارضة وليس ضد النظام، وقالت، "نخشى أن يتم استخدامها ضد الجيش السوري الحر ومراكز وتجمعات كتائب المعارضة المختلفة مع داعش، ونستبعد أن يتم استخدامها ضد النظام، فالتنسيق ما يزال عالياً بين الطرفين رغم قصف النظام لبعض مقرات التنظيم الهامشية". من جانبه شكك معارض سوري، بجدوى سيطرة تنظيم داعش على مجمل مدينة الرقة واعتبر هذه السيطرة خطوة ضمن خطة رسمها النظام السوري، وقال "يريد النظام الأسدي أن يجدد رسائله الخبيثة للغرب، وذلك عبر هزائمه المتفق عليها مع داعش في الشمال الشرقي من سوريا، محذراً فيها بأنه في حال سقوطه سيكون الإرهاب بديلاً له في عموم المنطقة". وكانت السلطات السورية قد أقرت بسيطرة داعش على مطار الطبقة وقالت، إن قوات النظام "أخلت المطار وأعادت التجمع بنجاح"، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 170 عنصراً بينهم ضباط وصف ضباط في المطار، ومحاصرة نحو 150 عنصراً يعتقد أنهم أسرى لدى داعش، فيما قُتل ما لا يقل عن 350 مقاتلاً من تنظيم داعش. وأصبحت هذه المحافظة بكاملها تقريباً تحت سيطرة تنظيم داعش، الذي يسيطر على أجزاء واسعة مترابطة من سوريا والعراق. وقالت مصادر أهلية سورية، إن الأيام المقبلة ستحدد ملامح إستراتيجية وتبعية تنظيم داعش، وأوضحت "إن توجه تنظيم داعش بعد احتلاله مطار الطبقة شمالاً نحو مارع وأعزاز قرب الحدود التركية هذا سيعني تدخلاً أمريكياً مباشراً لصدّهم لحماية تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، وإن توجّه نحو حلب فهذا يعني مواجهة مع المعارضة للسيطرة على المنطقة وطرد المعارضة وتدعيم قوة النظام بشكل غير مباشر، وإن توجّه نحو الجنوب باتجاه حمص وإدلب فهذا يعني مواجهة مقبلة مع النظام وحزب الله اللبناني".