المعارضة تسيطر على المدينة وتأسر محافظها الأسد يُرسل 8 آلاف جندي لاستعادة الرقة قالت مصادر متطابقة في مدينة الرقة السورية، إن القوات السورية تُجري تحركات وترسل تعزيزرات عسكرية ضخمة، لمحاولة استعادة السيطرة على المدينة من عدة اتجاهات، حيث تجري معارك شرسة قصد استعادة المدينة من المعارضة المسلحة التي تسيطر عليها منذ يوم الاثنين. وذكرت صفحة "شبكة أخبار الرقة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن رتلا من الدبابات التابعة للقوات السورية، قادمة على طريق الرقة السلمية لتعزيز القوات المتواجدة هناك، داعية ما يُسمَّى "الجيش السوري الحر" إلى الحذر من توغل ذلك الرتل في المدينة. كما ترددت أنباء عن تحرك رتل عسكري قوامه 8000 جندي محمل بكافة أنواع الذخيرة والعربات الثقيلة باتجاه المدينة. وكان "الجيش السوري الحر" قد أعلن مساء الاثنين عما وصفه ب"تحرير" مدينة الرقة بالكامل، وإزالة تمثال حافظ الأسد من أمام مبنى المحافظة بوسط المدينة، وسط أنباء عن مقتل قائد الشرطة بالمدينة على يد مسلحي المعارضة. وجاءت السيطرة على المدينة بعد قيام "الجيش الحر" بالتعاون مع كتائب أحرار الشام، بالهجوم على المدينة من 6 جهات مختلفة، ما عكس تطورًا نوعيًا واستراتيجيًا في سياسات الهجوم لدى الثوار، على حد وصف خبراء عسكريين. وقد قام مقاتلو المعارضة المسلحة بأسر محافظ مدينة الرقة إثر سيطرتهم شبه الكاملة على هذه المدينة الواقعة في شمال سوريا، حسبما افاد أمس الثلاثاء المرصد السوري لحقوق الانسان. وأظهر شريطٌ صوره مقاتلو المعارضة وبث نسخة عنه المرصد محافظ الرقة حسن جليلي وامين فرع حزب البعث الحاكم سليمان السليمان في محافظة الرقة وهما يجلسان الى جانب مقاتلين من الكتائب المقاتلة. ويقول أحد المقاتلين للاسيرين الجالسين بصمت ان "ما نريده هو التخلص من النظام فقط". وصرَّح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان المحافظ "ارفع مسؤول يتم أسرُه من قبل معارضي النظام"، مشيرا إلى ان المدينة "عانت كثيراً من فساده". ويأتي أسر المحافظ غداة سيطرة المقاتلين على محافظة الرقة "في اشرس محاولة اقتحام منذ اندلاع الأزمة" ضد النظام السوري منتصف مارس 2011. وبيَّن المرصد ان عملية اسر الشخصيتين جرت "إثر اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وكتائب البعث وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام في محيط قصر المحافظ بمدينة الرقة". كما اشار المرصد إلى "مقتل ضابط كبير في الشرطة واسر ضابط آخر كبير في امن الدولة" خلال العملية. وتمت السيطرة بشكل شبه كامل الاثنين على مدينة الرقة باستثناء اجزاء ما زالت القوات النظامية متواجدة فيها، لا سيما مقر الامن العسكري وحزب البعث حيث تدور اشتباكات. وتعرَّض محيط قصر المحافظة للقصف من الطائرات الحربية "في محاولة لابعاد مقاتلي الكتائب المقاتلة" ومنعهم من اقتحام القصر. وفي وسط البلاد، تجددت الاشتباكات أمس الثلاثاء لليوم الثالث بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في جيوب من مدينة حمص. وذكر المرصد ان "احياء الخالدية وحمص القديمة تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ورافقها اصوات انفجارات". واشار إلى وقوع "اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام عند اطراف هذه الاحياء في محاولة مستمرة لاقتحامها والسيطرة عليها من قبل القوات النظامية منذ فجر يوم الأحد الماضي". وقال الناشط أبو بلال لوكالة فرانس برس إن "القصف كان عنيفا وعنيفا جدا على كل المناطق المحاصرة بمدافع الفوزيدكا ومدافع الهاون"، مشيرا إلى "تصاعد الدخان في كل مكان وتساقط الرصاص كالمطر" في الاحياء القديمة. وشبه الناشط في الاحياء التي خضعت لحصار الجيش ثمانية أشهر، القتال أمس الثلاثاء ب(حرب استنزاف)، حيث صد المقاتلون الهجوم الذي كبد الجانبين خسائرَ فادحة. وادى النزاع المتواصل في سوريا منذ حوالى عامين الى مقتل حوالي سبعين الف شخص بحسب الاممالمتحدة.