توفيت سيدة بولاية الجلفة مساء أول أمس، بعد تعرضها للدغة عقرب وحرمانها من العلاج، حيث تزامن وصولها إلى عيادة حد الصحاري، مع احتجاجات عنيفة وأعمال تخريب طالت العيادة، لتتوفى في طريقها إلى مستشفى عين وسارة، كون حالتها لم تكن تتحمل التأخير. تسببت الاحتجاجات التي عرفتها بلدية حد الصحاري في ولاية الجلفة أول امس، في وفاة سيدةو أم لثلاثة أطفال بلسعة عقرب بعين أفقه، الضحية تم نقلها على جناح السرعة إلى عيادة حد الصحاري، ولسوء حظها تصادف وصولها مع احتجاجات عنيفة وأعمال تخريب طالت العيادة المذكورة، مما حرمها من تلقي العلاج والحقن بالمصل المضاد للتسمم العقربي في الوقت المناسب، رغم أن حالتها لم تكن تحتمل التأخير، وأمام هذا الوضع، اضطر مرافقوها إلى التوجه بها نحو مستشفى عين وسارة، على مسافة 45 كلم، غير أن المنية وافتها قبل بلوغ المستشفى، بسبب طول المسافة ومضاعفات التسمم، التي كانت تتطلب علاجا عاجلا، ولا تحتمل أي تأخير. وكان مئات الشباب قد أقدموا على تنظيم حركة احتجاجية أمام العيادة المتعددة الخدمات الصحية ببلدية حد الصحاري وقطع الطريق الوطني رقم 89 بوسط المدينة بواسطة الحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية، وقد جاءت الحركة الاحتجاجية حسب عدد من المحتجين بعد تماطل مصالح مديرية الصحة في الوفاء بوعودها وتزويد العيادة بعدد من الأطباء والقابلات وتحسبن الخدمة داخل العيادة، خاصة بعد تدهور الخدمات الصحية في الآونة الأخيرة، وما صاحبها من غيابات متكررة للأطباء، خاصة في الفترات المسائية، إضافة إلى غياب الأدوية وسيارة الإسعاف، الأمر الذي تطلب تدخل الحماية المدنية لتحويل المرضى والمصابين إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى عين وسارة، والتي كان آخرها وفاة امرأة نتيجة انعدام الأنسولين، وأخرى وضعت مولودها داخل سيارة الحماية المدنية قبل وصولها إلى المستشفى. ولعل القطرة التي أفاضت الكأس حسب المحتجين أنهم تفاجأوا ليلة أمس الأول بتواجد طبيبين فقط يعملان بالتناوب، بينما يتواجد أحد الأطباء في عطلة سنوية، وآخر في عطلة مرضية، لتبقى العيادة بدون طبيب ليلتين متتاليتين بعد ما طالبوا بتزويد العيادة بعدد من الأطباء، الشيء الذي دفع بسكان المنطقة إلى تنظيم حركة احتجاجية انتهت بتخريب مصلحة الاستعجالات الطبية ومصلحة الولادة، وحرق وتحطيم عدد معتبر من التجهيزات الطبية والأسرة، قبل أن تمتد موجة الاحتجاج إلى مقرات الدائرة والبلدية ومركز البريد، حيث تم تحطيم النوافذ والأبواب والواجهات الأمامية. وكان رئيس دائرة حد الصحاري قد تنقل إلى مكان الاحتجاج، غير أن المحتجين رفضوا التحدث إليه قبل أن يتم "تهريبه" من طرف عناصر الدرك الوطني بعد تعرضه للاعتداء من طرف بعض المحتجين الذين طالبوا بضرورة فتح تحقيق معمق في العيادة المتعددة الخدمات الصحية وتحويل تبعيتها من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعين وسارة إلى حاسي بحبح.