لم يترك رئيس البرلمان الليبي أية فرصة للحوار أو الحل السلمي بين الفرقاء في ليبيا.. ففي كلمته أمام الجمعية العامة استغل السيد عقيلة صالح عيسى، موجة الاستنفار التي تعم العالم لما مكافحة يسمى الإرهاب ليصعد اللهجة ضد مناوئيه وخصومه السياسيين في طرابلس وبن غازي ويصفهم بالإرهابيين، ويخير العالم بين تزويد حكومته برئاسة عبدالله الثني في طبرق بالسلاح، وإما ترقب المزيد من الإرهاب على حد تعبيره.. معنى كلام السيد عقيلة ودعوته تلك، أن المؤتمر الوطني العام وحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة عمر الحاسي في طرابلس إرهابيون، لا يمكن الحوار معهم، ولا ينفع معهم إلا السلاح.. وهذا ادعاء لا يخدم لا ليبيا ولا حتى حكومة طبرق لأنه يثبت أولا، بأن ممثليها حسموا خيارهم بتفضيل الحل بالحرب وأنهم ثانيا يتبنون خطابا مزدوجا، يرحبون بدعوات الحوار ومبادرات الحل السلمي، ثم يخيرون المجتمع الدولي بين تسليحهم أو ترقب المزيد من الإرهاب.. تصريحات صالح تعكس رغبة جامحة في الاستقواء بالغرب وعلى رأسه أمريكا لهزم خصومه السياسيين عسكريا، وحسم النزاع لصالح جماعة طبرق، ورسالة إلى هذا الغرب يقول لهم فيها أننا نحن حلفاؤكم الطبيعيون وأن الآخرين إرهابيون مثل الذين تحاربونهم.. وهذا من شأنه أن يلقي شكوكا كبيرة حول حقيقة موقف جماعة طبرق من المبادرة الجزائرية الساعية إلى جمعهم حول طاولة الحوار في الجزائر، ومدى صدقهم في التفاعل معها إيجابيا واستعدادهم الجدي للحل السلمي، ويقوض فرص نجاح مساعي الجزائر الحميدة التي رحب بها المتنازعون في ليبيا وأيدها المجتمع الدولي !؟....