أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن جانباً من الخلاف بين تونس ومصر يتعلق بكيفية التعامل مع الوضع في ليبيا، موجهاً تحذيراً مباشراً من أن «اشتعال حرب أهلية في ليبيا وتقسيمها سيكون له ضرر على الجارتين وليس فقط على الجارة تونس»، معتبراً أن «المراهنة على أي حل عسكري، خطأ قد يشعل حرباً أهلية تؤدي الى التقسيم» في ليبيا. واتهم الرئيس التونسي أطرافاً لم يسمها بمحاولة دفع الليبيين إلى الحرب الأهلية فيما تشجع تونس الليبيين على العمل معاً، والاقتداء بالنموذج التونسي الذي يضم العلمانيين المعتدلين والإسلاميين المعتدلين. وقال إن تونس تسعى الى دفع الليبيين الى العمل معاً «بينما هناك أطراف آخرون يدفعون إلى العكس، إلى الحرب الأهلية ونحن ضد هذا التوجه». وأضاف المرزوقي في حديث الى «الحياة» على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن جهات رفض تسميتها، تسعى إلى التدخل في الانتخابات التونسية المقبلة «إما عبر الإرهاب أو عبر المال الفاسد»، وقال: «هم يعلمون من أقصد». وأوضح أنه يخشى تدخل تلك الأطراف في الانتخابات المقبلة في تونس، متوقعاً دعم «بعض الأطراف العربية لبعض الأحزاب التونسية ونحن منتبهون لهذا تمام الانتباه وسنقف بقوة وندين أي طرف يحاول التدخل في شؤوننا الداخلية». وأوضح إن التدخل إما أن يتم «بالإرهاب أو المال الفاسد، الإرهاب نعرف تقريباً جهته والمال الفاسد نعرف أيضاً تقريباً جهته». وجزم المرزوقي بأن تونس لا تؤيد اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، موضحاً أن الموقف التونسي يدعم «الحوار بين الأطراف والحل السياسي والتمسك بالشرعية. كيف يمكن أن ندعم شخصاً يستعمل السلاح؟». وعن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أكد تأييده التصدي له، لكنه انتقد اقتصار مواجهته «بالرؤية الأمنية والعسكرية الضيقة». ووصف النظام في سورية بأنه «أكبر مجرم في المنطقة ولا ننتظر منه شيئاً سوى أن يسقط وهو ما يعني أننا ندعم كل ما يؤدي إلى سقوطه. ولا يجب الاختيار بين «داعش» والنظام السوري لأن كلاهما يجب أن يرحل لأجل نظام ديموقراطي تعددي، لأنه كمثل الاختيار بين الطاعون والجدري». ووصف علاقة تونسبالولاياتالمتحدة بال «جيدة»، لكنه أكد استقلالية القرار التونسي عن الولاياتالمتحدة.