زرت الجزائر والتقيت بلخادم حفتر يتحرك خارج القانون ولا شرعية لما تقوم به قواته “داعش” يقوم بتجاوزات لا علاقة لها بالإسلام الإمارات العربية انحازت إلى طرف على حساب الشعب وهي تصدّر السلاح إلى ليبيا نسعى لدولة مدنية ولتأسيس جيش وأمن وطنيين لبسط الأمن والاستقرار ننتظر تشريعات وقوانين صارمة من البرلمان الجديد ومن يتشبث بالسلاح عليه بمواجهة القانون أقول للذين يتهمونني بالإرهاب إن من لديه أدلة فليتوجه إلى القضاء كشف رئيس حزب الوطن الليبي والرئيس السابق للمجلس العسكري لطرابلس، عبد الحكيم بلحاج، عن لقاء جمعه بمستشار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، عبد العزيز بلخادم، وعديد المسؤولين من وزارتي الخارجية والداخلية، خلال زيارته للجزائر مؤخرا، وانتقد اتهامه بالإرهاب من بعض الجهات. وقال بلحاج ل”الفجر”، في أول حوار له مع وسيلة إعلامية جزائرية، إن “تحركاته وتنقلاته عبر مختلف دول العالم إجابة كافية على كل الأحاديث والتصريحات التي تتهمه بعلاقته بالإرهاب”. ودعا بلحاج إلى حل المليشيات الليبية المسلحة ووضع السلاح استعدادا لبناء جيش وطني قوي، ودولة مدنية تعددية بمؤسسات شرعية، محذّرا من استمرار التكالب على ليبيا من طرف دول خارجية تدعم العنف، وأبرز أن حل الأزمة يجب أن يكون ليبيا- ليبيا دون تدخل أجنبي. هل بإمكانكم أن تقدموا لنا صورة حول ما يحدث في ليبيا بالضبط؟ عبد الحكيم بلحاج: ما يحدث في ليبيا هو تداعيات لتغوّل ميليشيات مسلحة لها ارتباطات مع جهات خارجية تستغل هؤلاء المسلحين الذين ارتفع عددهم بشكل كبير، وأصبحوا يبتزون الدولة بسيطرتهم على مقرات الهيئات الرسمية والمستشفيات والمطارات ومختلف مؤسسات الدولة، ومع تضخم هذه الميليشيات فإن حزب الوطن الذي أرأسه ينادي بوضع السلاح وبضرورة أن يكون في يد السلطة، ممثلة في وزارتي الدفاع والداخلية. وإن ما زاد في تعقيد الأمور هو ظهور أطراف ترفع شعارات محاربة الإرهاب، في كلمة حق أريد بها باطل، وأخرى تحاول تبييض تلك المليشيات المسلحة، لكن كل هذه الجهات زادت من تعقيد الأوضاع، حيث منحوا دعما للإرهاب بتصرفاتهم وشرعية لاستمرار تحرك الإرهابيين وتوسيع دائرة نشاطهم تحت ذريعة مواجهة هذه الأطراف التي تحاربهم، وهذا ما ينذر بمستقبل قاتم. وكيف ترون الحل بالنسبة إليكم؟ نحن نسعى لدولة مدنية، دولة مؤسسات، ووضع كل قطع الأسلحة على اختلافها بيد الجهات المعنية، استعدادا لبسط الأمن والاستقرار في البلاد، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الازدهار والتقدم والرفاهية، وزرع الطمأنينة لدى جيراننا ممثلين في الجزائر، تونس، مصر، السودان، التشاد، والنيجر عبر تأمين الحدود. ذكرتم أن أطرافا تقف وراء الإرهاب في ليبيا، هل لكم أن توضحوا لنا أكثر؟ هناك عديد الجهات التي تقف وراء الإرهاب في ليبيا، ومنها دول إقليمية في صورة دعم مباشر بالأسلحة، ونحن نعلم مصدر هذه الأسلحة. من هي هذه الدول؟ أعني دولة الإمارات العربية المتحدة التي انحازت إلى طرف على حساب الشعب الليبي. فهذه الدولة تصدر السلاح إلى ليبيا، ونحن نعترض على التصرف الذي يعطل سعينا وسعي جميع الليبيين لتأسيس دولة مدنية. هذا على مستوى الخارج، أما في الداخل فقد ظهر علينا في الجبل الأخضر المدعو خليفة حفتر الذي يتحرك خارج القانون ولا شرعية لما تقوم به قواته. فظهور هذا المدعو خليفة حفتر ساهم في تصاعد العنف والإرهاب، بعد أن رفع شعار محاربة الإرهاب، الأمر الذي شجع الإرهابيين والجماعات المسلحة على رفع درجات العنف تحت ذريعة مواجهة قوات حفتر والرد على هجوماتها. حسبكم من يتحمل مسؤولية الوضع الأمني المتردي في ليبيا؟ كطرف رئيسي تتحمل الحكومات المتعاقبة مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في ليبيا، لأنها لم تقدم أي خريطة أو برنامج لاستتباب الأمن وبسط الاستقرار، بل بالعكس ساهمت في الفوضى والعنف وأطالت أمد الميليشيات المسلحة، لا سيما حكومة علي زيدان التي مالت إلى أطراف وتعاملت بتحيز على حساب الليبيين وفرقت بينهم. كيف تتحمل الحكومات المسؤولية؟ كان على الحكومات ممارسة دورها القانوني، كان عليها فرض القانون لبناء الدولة، لأن المسلحين يحتاجون لمن يمارس عليهم القانون. هذا دور الحكومات التي كان عليها التقرب من المجالس المحلية وأعيان القبائل والتواصل مع الجميع دون إقصاء، للوصول إلى تطبيق القانون على الجماعات المسلحة التي أسست لبؤر توتر بسبب انتشار السلاح على نطاق واسع. نحن بحاجة إلى جيش وأمن وطنيين ودولة مؤسسات. وماذا تنتظرون من البرلمان الجديد؟ نحن ننتظر تشريعات وقوانين صارمة تضرب بيد من حديد من البرلمان الجديد، ومن يتشبث بالسلاح عليه بمواجهة القانون. اللواء حفتر يتهمكم بالوقوف وراء العنف والإرهاب في ليبيا، ما مدى صحة هذه الاتهامات؟ أستغرب تصريحات اللواء حفتر، فكيف لي يد في الإرهاب وأنا اتحرك عبر مختلف دول العالم واتلقى دعوات من رؤساء الدول العظمى كفرنسا والولايات المتحدةالامريكية وغيرهما والتقي مع مختلف الرؤساء والمسؤولين، واخرها الدعوة التي وجهها لي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة روسيا مؤخرا؟. انا اقول للذين يتهمونني بالإرهاب خاصة في تونس، أن من له بينة او ادلة فليقدمها للقضاء وانا مستعد للتحقيق والمساءلة والمواجهة. ما علاقتكم بأنصار الشريعة والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبلمختار زعيم تنظيم المرابطون؟ لا علاقة لي بما ذكرتم وبهذه التنظيمات ولا بفكرها ولا علاقة لنا بالتيارات والمجموعات الإرهابية التي تتبنى التطرف والإرهاب، لأننا نؤمن بدولة القانون وباختيار الشعب عبر صناديق الاقتراع، ونسعى لبناء ليبيا مدنية تعددية. نحن ضد الإرهاب قولا وعملا، وأيضا ضد الانقلاب. ما مدى صحة التقارير التي تحدثت عن ضلوعكم في الاعتداء الإرهابي الجبان على القاعدة الغازية بتيغنتورين جنوبالجزائر؟ أولا أود أن أوجه الشكر لجريدة “الفجر” التي منحني الفرصة لتحية الجزائر شعبا وحكومة، هذه البلاد المناضلة التي قدمت درسا في الحرية والجهاد ضد المستعمر ولكل المستضعفين في العالم، وتاريخ الجزائر يجب أن يدرس ليس فقط في جامعات ومدارس المسلمين وإنما في كل العالم. ثورة الجزائر ضد فرنسا والتي ساهم فيها الشعب الليبي، لا يمكن أن يكون منا تجاه هذا البلد الجار إلا الخير والتقدم، ونرجو أن تنعم بالرفاه وأن تكون دولة قوية، لأن تطورها ينعكس علينا. أما عن حادثة عين أميناس، فأنا أستغرب أن يتم الزج بي في هذه العملية، فإذا كان بودي استهداف الأجانب فهم بجواري في طرابلس، وأغلبهم ينزل بمطار معيتيقة، لذا نؤكد أننا ضد استهداف المدنيين وضد زعزعة استقرار وأمن الجزائر. إذن تنفون الاتهامات؟؟ لا صحة لهذه الاتهامات جملة وتفصيلا. ما علاقتكم بقطر وتركيا؟ علاقات عادية وليست هناك علاقة مميزة مع الدولتين المذكورتين، أو دعم، ولم نرتم بين أحضان أي جهة ولا نفرق بين الدول لكن نرفض استنساخ التجربة المصرية في ليبيا. نحن نشكر جميع الشعوب التي وقفت إلى جانبنا ونحترم قرارات ومواقف الآخرين الذين اعتبروا الأمر داخليا، خاصة دول الجوار التي نرى أن أمنها وأمننا واحد ومشترك، والمستقبل أيضا مشترك. فما يروج بشأن تدخل دول في ليبيا يعتبر شائعات لأننا نرفض أي تدخل يخدش سيادتنا الوطنية. استقويتم بالأمس بالناتو وفرنسا وبريطانيا وواشنطن لحماية المدنيين وإسقاط نظام القذافي، لماذا ترفضون اليوم تدخل هؤلاء لحماية المدنيين من عنف وإرهاب الجماعات المسلحة؟ القذافي هو من يتحمل مسؤولية تدخل الناتو وباقي الدول لحماية المدنيين، وتم ذلك بعد موافقة الجامعة العربية، لكن الوضع الحالي يختلف ولا يستدعي هذا التدخل، ونحن نرفض رفضا قاطعا أن يتدخل أحد في شؤوننا، لأننا قادرون على حل مشاكلنا فيما بيننا والتدخل الخارجي يزيد المسألة تعقيدا. ما هي الطريقة التي يراها عبد الحكيم بلحاج مناسبة لاستتباب الأمن وبسط الاستقرار في ليبيا؟ نحن مع إقامة دولة مؤسسات ودولة القانون، لا مكان فيها للميليشيات المسلحة ولا طغيان للمسلحين. نحن نريد جيشا وشرطة وأمنا وطنيين. نحن نطالب بحل وإلغاء الميليشيات المسلحة والعودة إلى مؤسسات الدولة. هل قامت الجزائر بوساطة للتقريب بين الليبيين استعدادا لجلسات حوار ومصالحة؟ الجزائر كمهتمة نثمن دورها ونحترم وزنها، لكن في تصوري أن المشكلة داخلية ويجب ترك الفرصة لحوار ليبي - ليبي لتجنب حديث التدخل الخارجي. هل لديكم اتصالات مع المسؤولين الجزائريين؟ نحن في تواصل مستمر مع الإخوة في الجزائر، وهناك زيارة مبرمجة قريبا، لتقييم الأوضاع ورسم صورة عن ليبيا. بلغنا أنكم زرتم الجزائر مؤخرا، هل تؤكدون أم تنفون؟ نعم هذا صحيح. قمت بزيارة إلى الجزائر والتقيت عديد المسؤولين من وزارتي الخارجية والداخلية، وتبادلنا أطراف الحديث حول الوضع في ليبيا والمنطقة، ومواضيع بخصوص الأمن بين البلدين. وكانت زيارة موفقة. كما جمعني لقاء مع مستشار رئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، حيث تحدثنا في عديد المسائل وكان ذلك في جويلية الماضي. سؤال أخير.. كيف ينظر رئيس حزب الوطن الليبي إلى تنظيم الخلافة الإسلامية في العراق والشام “داعش”؟ نتابع هذا التنظيم وتحركات عناصره وإننا نتأسف لأعماله التي تشهد تجاوزات لا علاقة لها بالإسلام ولا تدعو لها ديانتنا السمحاء.