شهدت مدينة براوي الصومالية الساحلية (جنوب)، صباح اليوم الاثنين، مواجهات عنيفة بين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين المتمردة من جهة والقوات الحكومية المدعومة بالقوات الأفريقية "أميصوم" بعد يوم من سيطرة الأخيرة عليها. وبحسب سكان محليين، فإن مواجهات عنيفة اندلعت صباح اليوم الاثنين بعد أن شن مقاتلو حركة الشباب هجوما بالمدافع على نقاط عسكرية للقوات المتحالفة عند مداخل المدينة. ومازال دوي الرصاص والأسلحة الثقيلة يسمع حتى الآن من أطراف المدينة، بحسب المصدر ذاته. وأبدى السكان المحليون قلقهم من أن تتحول المدينة إلى ساحة للمواجهات بين الجانبين، حيث بدأت الأسر التي تسكن في القرب من مناطق الاشتباكات النزوح منها إلى عمق المدينة. وسقطت مدينة براوي الساحلية، أمس الأحد، في يد القوات الحكومة والأفريقية بعد انسحاب مقاتلي حركة الشباب التي كانت تسيطر عليها منذ عام 2008 حيث تعتبر أكبر معقل لها في جنوبالصومال ونقطة الوصول إلى العالم الخارجي. ويقول محللون إن فقدان حركة الشباب لمدينة براوي يعيق تقدمها العسكري في البلاد، كما أنه قد يمهد الطريق لسلسلة انسحابات أخرى في المدن المتبقية التي تسيطر عليها حركة الشباب في إقليم جوبا السفلى، جنوبي البلاد. وحسب الأممالمتحدة، فإن مرفأ براوي كان يدخل لحركة الشباب دخلاً مالياً كبيراً يقدر ب25مليون دولار، نتيجة الضرائب المفروضة على الحركة التجارية النشطة في الميناء وخاصة تجارة الفحم التي كانت تصدر لدول في الشرق الأوسط. ويرى مراقبون أن الحكومة الصومالية حققت جزءاً من أهدافها العسكرية والأمنية التي بدأت في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي من شأنها السيطرة على مدينة براوي الساحلية، لكنهم يشككون مدى قدرة القوات المتحالفة على مواجهة الحرب المفتوحة مع مقاتلي حركة الشباب. وتأسست حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية عام 2004، وتتعدد أسماؤها ما بين "حركة الشباب الإسلامية"، و"حزب الشباب"، و"الشباب الجهادي" و"الشباب الإسلامي"، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية. ويتمركز نحو 22 ألف جندي من عناصر قوة حفظ السلام الأفريقية في الصومال (أميصوم)، التي تشكلت من عدة بلدان أفريقية، أبرزها أوغندا، وإثيوبيا، وكينيا، وجيبوتي، وتتعاون مع القوات الحكومية الصومالية في مساعيها لحفظ السلام، وإعادة بسط سيطرتها على البلاد، والتصدي للجماعات المسلحة "المتمردة"، وعلى رأسها حركة "الشباب المجاهدين".