قال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية وشهود عيان، إن قوات من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت، صباح اليوم الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى، في القدس الشرقية، مستخدمة قنابل صوت وأخرى مسيلة للدموع. وجاء الاقتحام تمهيدا للسماح لجماعات من المستوطنين باقتحام المسجد، بعد أن منعت القوات الإسرائيلية المتواجدة على بوابات المسجد الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما من دخول المسجد منذ صلاة الفجر، حسب شهود العيان. وقال شاهد عيان لمراسل وكالة الأناضول، "اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة ساحات المسجد صباح اليوم من خلال باب المغاربة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد، في محاولة لإخراج المرابطين من داخل المسجد توطئة للسماح لجماعات المستوطنين الإسرائيليين باقتحامه"، دون أنباء عن وقوع إصابات. وبدوره قال مسؤول في إدارة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، ل "الأناضول"، إن "الوضع في المسجد متوتر للغاية بعد قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد واعتدائها على المصلين دون مبرر." وكانت الشرطة الإسرائيلية شرعت منذ ظهر أمس بمنع الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما من دخول المسجد في محاولة لمنع الشبان من الرباط في المسجد، لكنها زادت من تلك الإجراءات لاحقا ومنعت من تقل أعمارهم عن 60 عاما من دخول المسجد. وقد اضطر عشرات الشبان الفلسطينيين لأداء الصلوات يوم أمس وفجر اليوم على مقربة من بوابات المسجد بعد منعهم من دخوله. وقد اعتدت عناصر الشرطة الإسرائيلية أمس على عدد من الشبان على عدد من بوابات المسجد الخارجية بعد إصرارهم على رفض القرار الإسرائيلي بمنعهم من دخول المسجد. وكانت الشرطة الإسرائيلية منعت جماعات المستوطنين الإسرائيليين من اقتحام المسجد طوال الأيام الأربعة لعيد الأضحى المبارك.. وقد دعت جماعات من المستوطنين المتطرفين لاقتحام المسجد لمناسبة عيد العرش أو (عيد المظلة) اليهودي الذي يبدأ اليوم الأربعاء ويستمر أسبوعا. وبدورها قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" (مؤسسة فلسطينية أهلية تعنى بشؤون المقدسات) إن "المئات من المصلين من أهل الداخل الفلسطيني والقدس اعتكفوا منذ صلاة العشاء يوم أمس وطيلة الليل وأدوا صلاة فجر اليوم في المسجد الأقصى، وهم يواصلون رباطهم بعد الصلاة فيه، ومن بين المعتكفين والمرابطين عدد من قيادات الحركة الإسلامية داخل إسرائيل يتقدمهم الشيخ كمال خطيب- نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني". وأضافت المؤسسة في تصريح مكتوب، حصلت "الأناضول" على نسخة منه، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي كثفت من تواجدها منذ صلاة فجر اليوم حول المسجد الأقصى وعند بواباته، ومنعت من هم دون الستين عاماً من الرجال من دخول الأقصى، فيما منعت النساء بالمطلق من الدخول، واضطر المئات من المصلين إلى أداء صلاة فجر الأربعاء قبالة أبواب الأقصى، فيما اعتدى عدد من أفراد قوات الاحتلال على المصلين بالقنابل الصوتية والاعتداء الجسدي، مما أدى إلى وقوع بعض الإصابات". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الشرطة الإسرائيلية، حول ما ذكره شهود العيان ومؤسسة الأقصى، لكنها درجت على تشديد الإجراءات الأمنية ومنع الفلسطينيين من الصلاة بالمسجد الأقصى بالتزامن مع الاحتفال بالأعياد اليهودية.