طلبت نيابة محكمة الزيادية بقسنطينة في جلسة علنية، جرت وقائعها يوم أمس الأحد، تسليط عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا و50 ألف غرامة مالية ضد الطالب الجامعي، عن تهمة القذف في حق الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي حلّ ببلادنا زائرا. وحدثت الواقعة بتاريخ 5 ديسمبر من العام المنصرم، حين علق الطالب المتهم لافتة تحمل جملة من العبارات، نذكر منها: "الجزائر عربية مسلمة"، "ساركوزي ما أصولك؟"، "بوش ساركوزي أولمرت تحالف صهيوني"، "ساركوزي هل أنت عنصري؟". وقد تداولت بعدها صحف وطنية وحتى وكالات أخبار عالمية صورة الطالب وهو حاملا للافتة (التهمة)، وفي أعقاب الزيارة، تمّ حجز اللافتة ومساءلة الطالب فلاحي (26 سنة) من طرف مصالح الأمن التي أطلقت سراحه في ذات اليوم، فيما حركت النيابة دعوى ضده بتهمة القذف الذي يعاقب عليه القانون وفق المادة 298 من قانون العقوبات. الطالب المتهم عندما سألته القاضية عن دوافع عمله، ردّ بشجاعة بأنه عبر عن موقفه السياسي ولم يكن يقصد مطلقا المساس بشخص الرئيس ساركوزي، كما أنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، رغم زعم بعضهم بأنه من الإسلاميين بالنظر إلى كونه ملتح وهو ما نفاه فلاحي كل النفي. المحامي الأستاذ هاشمي بوجعدار، وفي مرافعة متميزة، أكد على أن موكله بريء من تهمة القذف، لأن العبارات التي احتوتها اللافتة التي أظهرها الطالب في الحرم الجامعي عند استقبال الرئيس ساركوزي، لا تتضمن دلالات أخلاقية، أي أنها لم تمس بشرف الشخص المقذوف، حيث أنها احتوت على موقف قيمي ثقافي وسياسي حر، فنحن في بلد يحترم حرية التعبير وهي مكفولة بحق القانون. ومن جهة أخرى، ذكر الأستاذ المحامي واقعة قام بها الرئيس ساركوزي نفسه، حين خطب في جامعة السينغال قائلا بالحرف الواحد بأن الأفارقة لم يدخلوا التاريخ بعد، فهل نسمي هذا قذفا عنصريا، فإذا كان الرئيس ساركوزي يسمح له بإبداء مثل هذا الرأي، فمن حق أي شخص أن يتخذ موقفا معاكسا له. وأردف المحامي قائلا بأنه كأستاذ جامعي، فإنه يعكف على تكوين طلبة يتحلون بالروح المنهجية والنقدية والإبداعية، طبعا دون المساس بسمعة الآخرين الشخصية، ومن هنا، فالطالب السلبي والمدجن يفتقد للروح الأساسية التي تعمل الجامعة على غرسها في شخصيته وهي النقد البناء طبعا. وفي الأخير، التمس الأستاذ بوجعدار، البراءة لموكله الذي لايزال طالبا جامعيا وحفاظا على مستقبله الدراسي، سيما وأنه غير مسبوق قضائيا، وإذا تمّ الحكم التمس أن تكون العقوبة موقوفة التنفيذ والقضية الآن في المداولة، حيث سيصدر الحكم يوم 10 فيفري الجاري. رشيد فيلالي