أدانت أمس محكمة الزيادية بقسنطينة الطالب منصف فلاحي، 27 سنة، اختصاص علوم الأرض جامعة منتوري بعقوبة مالية تتمثل في دفع غرامة تقدر بخمسة ملايين سنتيم عن تهمة القذف في حق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أثناء زيارته إلى الجزائر مطلع شهر ديسمبر من العام الفارط. وقد قرر محامي المتهم الأستاذ هاشمي جعدار استئناف الحكم بعد أن كان ينتظر إنصاف العدالة لموكله بإصدار حكم البراءة، سيما وأنه (الطالب المتهم) لم يرتكب أي قذف يمس بشخص الرئيس الفرنسي، حيث عبر فقط عن موقفه السياسي والشخصي بحرية يحميها القانون ويقدسها. من جهة أخرى، تساءل المتتبعون لملف هذه القضية عن عدم متابعة وزير المجاهدين الشريف عباس في نفس التهمة إذا كان إعلان الرأي السياسي تهمة يحاسب عليها القانون، وفي المقابل يعاقب طالب جامعي ذنبه الوحيد أنه عبر عن قناعته وقناعة شريحة كبيرة من المواطنين، وفي اتصال للشروق بالطالب فلاحي، أكد على براءته وحسن نيته وأنه لم يقصد المساس بشخص الرئيس ساركوزي، إنما أبدى رأيه بشجاعة حيال تصريحات هذا الأخير حول قضايا تهم الأمة العربية الإسلامية بما فيها الجزائر. وعلى صعيد آخر نتساءل أين هي التنظيمات الطلابية التي عادة ما تتحرك بقوة للمطالبة بتحسين الإيواء والإطعام وتختفي عندما يجد الجد ويتطلب الأمر اتخاذ المواقف الحازمة والحاسمة، وقد تأسف الطالب المتهم عن عدم مساندة هذه التنظيمات الطلابية له في محنته حتى ولو معنويا، حيث وجد نفسه وحيدا يصارع مصيره أمام القضاء، سيما بعد التماس النيابة التي حركت الدعوى إدانة الطالب فلاحي بعقوبة 6 أشهر نافذة و 50 ألف دج، غرامة مالية. وبالنظر إلى الوضعية العائلية الصعبة للمتهم، فقد تم الاستئناف والطعن في الحكم عسى أن تنظر العدالة إلى ظروف هذا الطالب وتراعيها. مع الإشارة في الأخير إلى أن ما قام به - حسب تعبير محاميه الأستاذ بوجعدا ر- لا يصنف سوى في خانة حرية التعبير في دولة مستقلة وذات سيادة. رشيد فيلالي