اعتبر رئيس الحكومة، عبد العزيز بلخادم، إلقاء القبض على مرتكبي اعتداءي 11 ديسمبر الفارط، دليلا قاطعا وملموسا يثبت للأمم المتحدة وللجميع أن "الجزائر تكتسب يوما بعد يوم الإمكانات والقدرات لمواجهة آفة الإرهاب"، في إشارة صريحة وواضحة إلى أن الجزائر قدمت الحجة للأمم المتحدة ولكل دول العالم على أنها قادرة على كشف الحقيقة وإلقاء القبض على المخططين للتفجيرين. وكشفت تفاصيل تنفيذ التفجيرين اللذين استهدفا المجلس الدستوري ومبنى الأمم المتحد بالعاصمة دون الحاجة لأن توفد الأممالمتحدة لجنة دولية للتحقيق في التفجير الذي استهدف مقرها بحيدرة. علما أن الأممالمتحدة كانت قد قررت إرسال لجنة للتحقيق في تفجير مقرها بالجزائر، إلا أن الجزائر على لسان رئيس الحكومة ووزير الداخلية، قابلت ذلك بالرفض القاطع واعتبرته تدخلا في الشؤون الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية. ويأتي الموقف الجديد لرئيس الحكومة، في أعقاب إعلان وزارة الداخلية والجماعات المحلية يوم الأربعاء، في بيان رسمي لها، عن إلقاء القبض على "مرتكبي اعتداءي 11 ديسمبر الفارط، اللذين ذهب ضحيتهما 41 مواطنا، وهم نفس الإرهابيين الذين نفذوا شهر ديسمبر 2006 عملية تفجيرية استهدفت حافلة نقل موظفي شركة بروان روت أند كندور (بي آر سي). وأضاف بلخادم، في تصريح صحفي على هامش الندوة الوطنية للمنتخبين المحليين، بفندق الرياض في العاصمة: "الجزائر مازالت تمد يدها للمصالحة الوطنية، وهي تعمل في الوقت ذاته على الحد من هذه العصابات التي تضر بالوطن والدين والأمة". وبخصوص إعلان منظمة الأممالمتحدة عن تعيين الديبلوماسي الجزائري، الأخضر الإبراهيمي (المتقاعد)، رئيسا للجنة الأممية المستقلة حول إجراءات تعزيز الأمن لمقرات ومكاتب بعثات منظمات الأممالمتحدة في العالم، قال بلخادم إن الجزائر قبلت هذه المبادرة بعد الإطلاع على مهمتها التي تكمن - كما قال - في الإجراءات الأمنية التي أقرتها الأممالمتحدة في مبانيها مع مستخدميها في جميع الدول وليس في الجزائر فقط"، مؤكدا أن الأخضر الإبراهيمي لن يقوم بهذه المهمة بصفته ممثلا للديبلوماسية الجزائرية ولن يتحدث باسمها، لأن ارتباطاته انتهت بالشأن الرسمي الجزائري. وأكد بلخادم أن الجزائر تفتخر باختيار الأخضر الإبراهيمي لهذه المهمة لكونه "ديبلوماسي محنك وتفتخر لكونها خزان يعطي للمجموعة الدولية هذه الخيارات التي تسمح لها القيام بمهام دقيقة وصعبة"، ملحا على أن الجزائر "لم تطلب ولم تقترح تعيين الإبراهيمي الذي لم يعد له أي ارتباط مع الشأن الرسمي الجزائري منذ 1994، بل هي - كما قال - مبادرة من الأممالمتحدة". للتذكير، أعلنت الأممالمتحدة في نصها الإعلاني الذي نشر يوم الثلاثاء الماضي عن قرارها باستحداث لجنة مستقلة حول أمن وسلامة مستخدمي ومقرات منظمة الأممالمتحدة عبر العالم، للعمل على تقييم المسائل الإستراتيجية الجوهرية، فيما يتعلق بتطبيق وتعزيز الإجراءات ذات الصلة بأمن مستخدمي ومقرات الأممالمتحدة". جميلة بلقاسم