أوضح رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم أن إلقاء القبض على مرتكبي اعتداءي 11 ديسمبر الفارط بالعاصمة يدل على القدرات التي اكتسبتها مصالح الأمن في مواجهة آفة الإرهاب، ليؤكد أن الجزائر لا تزال تمد يدها للمصالحة الوطنية، وفي سياق منفصل، أبدى بلخادم ارتياح الجزائر لتعيين الأخضر الإبراهيمي على رأس اللجنة الأممية لتأمين مقرات منظمة الأممالمتحدة في العالم. سهام.ب/: أكد رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم في تصريح صحفي له، أول أمس، على هامش الندوة الوطنية للمنتخبين الأحرار بفندق الرياض بالعاصمة أن تمكن مصالح الأمن من إلقاء القبض على المتورطين في التفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة يوم 11 ديسمبر الفارط والتي استهدفت مقر المجلس الدستوري ببن عكنون ومقر ممثلية منظمة الأممالمتحدة بحيدرة وكذا الاعتداء على حافة نقل موظفي شركة "براون روت أند كندور بي أر سي" يوم 10 ديسمبر 2006 بمنطقة بوشاوي يعكس القدرات التي أصبحت تتمتع بها المصالح المختصة لمواجهة آفة الارهاب علما أن عدد الضالعين في هذه الأعمال الإرهابية يقدر ب ستة أشخاص من بينهم أربعة مقاولين كانوا يعملون تحت إمرة الإرهابي المدعو بزقزة عبد الرحمن الذي تم القضاء عليه من طرف قوات الأمن يوم 28 جانفي الفارط بسوق الحد ببومرداس وقد تم إحالتهم للعدالة حسب البيان الصادر عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية يوم الأربعاء الفارط. وبالمقابل أشار رئيس الحكومة إلى أن الدولة لازالت تمد يدها إلى المصالحة الوطنية التي تبناها الشعب بأغلبية ساحقة يوم 29 سبتمبر 2005، مضيفا بقوله إنها "تعمل كذلك من أجل الحد من هذه العصابات التي تضر بالوطن و الدين و الأمة". وفي سياق منفصل، أبدى بلخادم ارتياح الجزائر لتعيين الأخضر الإبراهيمي على رأس اللجنة الدولية المكلفة بحفظ الأمن في كل المقرات الأممية، وقال إننا "نفخر ونسعد أن يقع الاختيار على دبلوماسي محنك" ، وأضاف أن هذا الاختيار يبرهن على أن الجزائر تعد خزانا يعطي للمجموعة الدولية لهؤلاء الإطارات التي تسمح لها القيام بمهام دقيقة و صعبة"، منبها أن السلطات الجزائرية لم يكن لها أي دخل في تعيين الدبلوماسي الجزائري السباق حين أشار بقوله إن الجزائر" "لم تطلب و لم تقترح و لم توح بتعيين الإبراهيمي، مذكرا أن هذا الأخير منذ 1994 لم يعد له ارتباط مع الشأن الرسمي الجزائري". وأوضح رئيس الحكومة أن منظمة الأممالمتحدة هي التي بادرت بذلك، وأكد أن مهمة هذه اللجنة الدولية تتمثل في الإطلاع على الإجراءات الأمنية التي تخص المباني التابعة للمنظمة الأممية، قائلا إنه على هذا الأساس قبلنا ذلك". للإشارة هنا فإن الإعلان عن تشكيل هذه اللجنة برئاسة الدبلوماسي الجزائري السباق الأخضر الإبراهيمي جاء على لسان الأمين العام الأممي بان كي مون يوم الثلاثاء الفارط، حيث تتكفل اللجنة بالبحث عن الإستراتيجية المثلى لضمان أمن موظفي الأممالمتحدة ومقراتها عبر العالم. وكانت الجزائر قد رفضت رفضا قاطعا إجراء تحقيق مستقل من قبل لجنة أممية في التفجير الإرهابي الذي استهدف مقر ممثلية منظمة الأممالمتحدة، معتبرة هذا الإجراء على لسان بلخادم في تصريح صحفي له من مدريد على هامش مشاركته في ندوة حول حوار الحضارات تدخلا في الشؤون الداخلية لكون طريقة اتخاذه كانت انفرادية من قبل المنظمة الدولية، فيما أدلى نور الدين يزيد زرهوني وزير الداخلية والجماعات المحلية بتصريح ناري في هذا الصدد من مبنى البرلمان، أكد فيه أن المنظمة لا يمكنها التوصل إلى نتائج أخرى غير تلك التي كشفت عنها السلطات الجزائرية، منتقدا غيابها في عز الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر خلال سنوات التسعينيات.