سيكون المنتخب المصري لكرة القدم مساء اليوم أمام فرصة كتابة سطر جديد من تاريخه الإفريقي إذا نجح في عبور عقبة أسود الكاميرون إلى منصة التتويج في بطولة كأس الأمم الإفريقية السادسة والعشرين 2008 والمقامة حاليا في غانا. ويرفع المنتخب المصري اليوم شعار "لا بديل عن اللقب السادس" حيث يسعى أحفاد الفراعنة إلى الفوز باللقب الإفريقي للمرة الثانية على التوالي وهي السادسة في تاريخهم بينما يسعى منافسه الكاميروني إلى هدف مزدوج فهو يبحث عن معادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الإفريقي وأيضا للثأر من نظيره المصري. المصريون تحدوا التكهنات ووصلوا إلى النهائي وقبل بداية البطولة لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل المنتخب المصري إلى المباراة النهائية، بل لم يكن أحد يتوقع أن يصل الفريق للمربع الذهبي في ظل وقوعه في مجموعة صعبة تضم المنتخب الكاميروني العنيد، حيث توقع الجميع أن يحتل الفريق المركز الثاني في المجموعة ليسقط في دور الثاني. ولكن المنتخب المصري ضرب بجميع التوقعات والتكهنات عرض الحائط وخطف صدارة المجموعة الثالثة في الدور الاول للبطولة بالفوز على نظيره الكاميروني 4/2 والفوز على السودان 3/صفر والتعادل مع زامبيا 1/1 قبل أن يحقق فوزا ثمينا على نظيره الأنغولي 2/1 في الدور الثاني . واستحق المنتخب المصري التأهل للمباراة النهائية بالتغلب على أقوى فرق البطولة حيث فاز على المنتخب الإيفواري العملاق 4/1 وهو ما لم يكن يتوقعه أحد. المكالمات الهاتفية للرئيس مبارك حفزت اللاعبين أكد حسن شحاتة، المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم، أن الاتصالات المستمرة من الرئيس المصري حسني مبارك للاطمئنان على الفريق، وكذلك فرحة واحتفالات الجماهير في مصر كانت أكبر الدوافع التي حفزت الفريق وساعدته على الوصول إلى المباراة النهائية في بطولة كأس الأمم الإفريقية السادسة والعشرين 2008 والمقامة حاليا في غانا. وأشار شحاتة إلى أن الفريق عانى من عدم الثقة فيه وفي الجهاز الفني قبل بدء منافسات البطولة، موضحا أن افتقاد الثقة لم يكن من الجماهير فحسب وإنما انضم إليهم الإعلاميون وبعض المسؤولين. وأشار شحاتة إلى أن تجمع الفريق لفترة طويلة يجعله أفضل كثيرا من التجمعات القصيرة التي تقتصر على 48 ساعة فقط قبل مباريات الفريق في التصفيات أو المباريات الودية. تخوف من ضعف الجهة اليسرى لمصر وردا على سؤال عما إذا كانت الناحية اليسرى في الفريق، والتي يشغلها سيد معوض، تمثل نقطة ضعف للفريق، أكد شحاتة أن الناحية اليسرى تتميز بقوتها الهجومية، ولذلك يحاول مدربو الفرق المختلفة تكثيف هجومهم من هذه الناحية لإيقاف خطورتها من ناحية معوض. وعن سر التفوق الهجومي في هذه الناحية، والذي تساءل عنه العديد من المدربين في بطولة كأس الامم الافريقية السابقة في مصر عندما شغلها اللاعب الراحل محمد عبد الوهاب وكذلك بعدما شغلها في الفترة الماضية سيد معوض وأسامة محمد ومعهما طارق السيد، قال شحاتة إن الجهاز يراعي دائما في اختياراته لهذه الناحية أن يكون اللاعب أعسر بالفعل. وأكد شحاتة أنه يتمنى تصدي الجميع للمشككين في مستوى أداء الفريق والذين يريدون زعزعة الثقة في الجهاز الفني واللاعبين. شحاتة يعترف بندمه على تجديد عقده واعترف شحاتة بأنه أبدى سابقا ندمه على تجديد عقده مع المنتخب لأن التشكيك في مستوى المنتخب والجهاز الفني يأتي من "داخل البيت" (يقصد من داخل الاتحاد) وليس من الخارج، وهو ما يسبب له مرارة كبيرة رغم أن النجاح يعود للجميع دائما بمن فيهم هؤلاء المشككون. وأكد شحاتة أنه لم يفكر بعد في مستقبله مع الفريق رغم ارتفاع أسهمه مع المنتخب، مما يعزز فرصة استمراره تدريب منتخب الفراعنة، لكنه لا يزايد على نفسه، وإذا جدد تعاقده مع الاتحاد فسيكون من الطبيعي زيادة راتبه ومكافآته. وأضاف أنه لم يصل إلى نهائيات كأس العالم كلاعب رغم اقترابه من ذلك بشكل كبير في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1978، ولذلك فإن حلم حياته الآن هو الوصول إلى نهائيات كأس العالم مدربا، ولكنه يجب أن يتشاور أولا مع أفراد عائلته وأن يفكر جيدا قبل اتخاذ قرار استمراره مدربا للمنتخب، خاصة وأن المناخ لا يزال غير مناسب ويجب أن يتحسن حتى يستمر في منصبه. اللقاء المكرر للدور الأول وستكون المباراة بين الفريقين مواجهة مكررة لمباراتهما في الدور الأول، فكل من الفريقين لديه دوافع تحقيق الفوز في هذا اللقاء الصعب. ويمتلك كل من الفريقين الدافع المعنوي لتحقيق الفوز، فالمنتخب المصري يسعى للفوز باللقب الثاني على التوالي ليكون إنجازا رائعا، ويستمد الفريق تفاؤله من عدة أمور، يأتي في مقدمتها تفوقه الواضح في المواجهات مع المنتخب الكاميروني على مدار سنوات عديدة مضت، حيث تحول المنتخب المصري إلى عقدة لأسود الكاميرون. ويضاعف من هذا التفاؤل وآمال المنتخب المصري أن الفريق حقق الفوز على نظيره الكاميروني 4/2 في بداية رحلة الدفاع عن اللقب الافريقي. الأسود بذكريات الإقصاء من كأس العالم وفي المقابل، تتسم المباراة بالطابع الثأري بالنسبة للمنتخب الكاميروني، حيث يسعى الفريق إلى تحقيق الفوز الذي فشل فيه خلال مباراة الفريقين بالدور الاول والثأر لهزيمته الثقيلة أمام الفريق المصري في بداية مشوارهما بالبطولة، وكذلك لتسبب المنتخب المصري في خروج الفريق صفر اليدين من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 حين فرض الفراعنة على الكاميرون التعادل الإيجابي (هدف لمثله) حرم الاسود من الذهاب لكأس العالم. المحللون يجمعون على صعوبة المباراة ولا يختلف اثنان على أن المواجهة ستكون في غاية الصعوبة للفريقين، فكل منهما يدرك قوة الآخر جيدا وأصبح كل منهما كتابا مفتوحا للآخر من خلال أدائه على مدار مباريات البطولة. وتشهد المباراة صراعا بين اثنين من أفضل المنتخبات في البطولة وعلى مستوى الساحة الإفريقية، ولذلك فإنها تمثل نهائيا مثيرا للبطولة التي اتسمت بالقوة ووفرة الأهداف. وما من شك في أن الحسم سيكون من نصيب الفريق الأكثر تركيزا وهدوءا في المباراة حسب أغلبية المحللين، فالتسرع واستعجال الفوز كان سببا رئيسيا في سقوط المنتخبين الكاميروني والإيفواري أمام المنتخب المصري الذي قدم في البطولة الحالية أداء خططيا راقيا تفوق به على جميع منافسيه. وإذا نجح المنتخب المصري في استكمال مسيرته في نفس البطولة بنفس الطريقة فسيكون الفوز من نصيبه ليدخل الفراعنة التاريخ من أوسع الأبواب. تشكيلة مكتملة لمصر وغياب وحيد للكاميرون وتشهد المباراة مواجهة في غاية الصعوبة بين اثنين من أقوى خطوط الهجوم في البطولة وخطي دفاع يتميزان بالخبرة. كما تبدو صفوف الفريقين مكتملة بشكل كبير، فلا يغيب عن صفوف المنتخب المصري أي لاعب، حيث ينتظر أن يعود اللاعب محمد شوقي إلى صفوف الفريق بعد أن غاب أمام كوت ديفوار بسبب الاصابة. بينما يغيب عن صفوف المنتخب الكاميروني في هذه المباراة لاعب واحد فقط هو أندريه بيكي بسبب الإيقاف لطرده في المباراة السابقة أمام غانا. أحمد حسن وسونغ.. من يفوز باللقب الثالث؟ وبالإضاقة إلى ذلك تشهد المباراة اليوم مواجهة من نوع خاص بين قائد المنتخب المصري أحمد حسن، أفضل لاعب في البطولة الماضية عام 2006، والكاميروني ريجبور سونج، قائد ومدافع الفريق، حيث يشارك اللاعبان للمرة السابعة في نهائيات كأس الامم الافريقية. ونجح كل منهما في قيادة منتخب بلاده للفوز بلقبين، ففاز أحمد حسن مع الفريق بلقب البطولة عامي 1998 و2006، بينما فاز به سونج مع المنتخب الكاميروني عامي 2000 و2002، وبالتالي سيدور الصراع بينهما على اللقب الثالث مع الفريق. وغاب أحمد حسن عن المباراة السابقة أمام الكاميرون في الدور الاول للبطولة بسبب الإيقاف لطرده في آخر مباريات الفريق بالتصفيات المؤهلة للبطولة. حسني عبد ربه وزكي يلاحقان إيتو كما تشهد المباراة مواجهة أخرى على لقب هداف البطولة، حيث يعتلي الكاميروني صامويل إيتو قمة قائمة الهدافين برصيد خمسة أهداف بفارق هدف واحد فقط أمام كل من حسني عبد ربه وعمرو زكي. وكان حسني عبد ربه قد سجل هدفين في مباراة الفريقين في الدور الاول للبطولة الحالية، بينما سجل الهدفين الآخرين اللاعب محمد زيدان، نجم هجوم هامبورج الالماني، وينتظر أن يشارك اللاعبان في مباراة اليوم. فيما يضاعف من طموحات وتفاؤل المنتخب المصري حالة التألق التي يعيشها حاليا مهاجمه عمرو زكي والذي سجل هدفين للفريق في مرمى كوت ديفوار. مدرب الكاميرون: صحراء بوركينا فاسو سر تأهلنا للنهائي أكد مدرب المنتخب الكاميروني، أوتو فيستر، أن ظروف العمل الإعدادي الشاق في صحراء بوركينا فاسو قبل خوض نهائيات بطولة كأس الامم الافريقيه لكرة القدم بغانا كانت سر التأهل للمباراة النهائية. وقال مدرب الأسود صاحب ال 71 عاماً والذي عُين من قبل وزارة الرياضة بالكاميرون رغم رفض اتحاد البلاد: "إن عملية الإعداد من خلال المعسكر التدريبي الذي أقيم في بوركينا فاسو واستغرق 10 أيام كانت سر تأهلنا إلى الدور النهائي. وأضاف فيستر الذي تولى تدريب 10 فرق إفريقية: "إنها المرة السادسة التي نتأهل فيها إلى الدور النهائي لبطولة الامم، رغم اننا لم نخض اي مباراة ودية قبل الدخول في أجواء البطولة، حيث إننا اعتبرنا أن لقاء الفراعنة في اللقاء الافتتاحي للمسابقة هو التجربة الاولى لنا". شحاتة يبقى مع الفراعنة إلى غاية 2010 أعلن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم أن المدرب حسن شحاتة سيواصل مهامه على رأس المنتخب المصري إلى غاية نهاية تصفيات كأس العالم 2010. وقال زاهر في تصريحات صحفية إن الاتحاد قرر استمرار الجهاز الفني بعد الإنجاز الذي حققه في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في غانا ونجاحه بالوصول بالمنتخب إلى المباراة النهائية للبطولة للمرة الثانية على التوالي. وأكد زاهر أن الكابتن احمد شوبير، نائب رئيس الاتحاد، كان من أبرز المؤيدين لهذا القرار، والذي من شأنه أن يحافظ على استقرار الفريق. طائرة خاصة لنقل الجماهير المصرية خصصت شركة "مصر للطيران" طائرة لنقل المشجعين المصريين إلى أكرا صباح اليوم لمؤازرة المنتخب المصري في مباراته أمام نظيره الكاميروني في نهائي كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بغانا، وذلك تنفيذا لتعليمات وزير الطيران المدني. وجرى تخصيص طائرة حديثة من طراز بوينغ 777 والتي تسع 319 راكبا لنقل المشجعين المصريين إلى أكرا، وأضاف المغلوب "جرى تخصيص مكاتب مبيعات مصر للطيران بالمطار ومصر الجديدة وسور نادي الزمالك لتلقي طلبات المشجعين مقابل 1800 جنيه قيمة الضريبة والتأشيرة وتذكرة دخول المباراة والتنقلات من المطار إلى الملعب والعودة". وحسب مسؤولين في الخطوط الجوية المصرية "التعليمات الدولية تقضي بضرورة تطعيم الركاب المتوجهين إلى غانا ضد أمراض الحمى الصفراء، الكوليرا والحمى الشوكية".