خلص تقريرٌ شمل 25 دولة وفّرت معلومات عن مقاتلين يحملون جنسياتها في سوريا، إلى أنّ فنلندا هي أكثر دولة مصدّرة للمسلحين إلى سوريا. وفي الوقت الذي تقوم فيه دول العالم باتخاذ إجراءات من شأنها الحد من تدفق الأشخاص الراغبين بالانضمام إلى القتال على الأراضي السورية، قال التقرير إنّه سعى إلى إعداد رسوم بيانية تعطي فكرة عن الوضع، وهذه صورة توضح أكثر الدول العربية التي خرج منها مسلحون إلى سوريا. توضح أرقام الخريطة المأخوذة من الإحصاءات الرسمية للدول بحسب مركز بوي للأبحاث كما جاء على "ال _سي ان ان"، أن أكثر الدول التي خرج منها مقاتلون إلى سوريا هي تونس، حيث وصل عددُهم إلى ثلاثة آلاف، ثم المملكة العربية السعودية التي خرج منها 2500 شخص، تليها المغرب ب1500 شخص. على الصعيد الدولي تبرز عددياً روسيا التي خرج منها أكثر من 800 شخص للقتال على الأراضي السورية، أغلبهم من الشيشان وباقي جمهوريات القوقاز الإسلامية، ثم فرنسا التي خرج منها أكثر من 700 شخص، لكن بحساب النسبة والتناسب ونظراً لأنّ فنلندا تضمّ 42 ألف مسلم يوجد منهم 30 في سوريا فإنّ فنلندا تأتي في المركز الأول. علما أنّ التقرير لم يشمل جميع الدول وإنما شمل دولاً تتوفر عنها أو وفّرت هي تقارير موثوقة حول عدد مقاتليها في سوريا وبالتالي فقد غابت عدّة دول عن خلاصاته. إلى ذلك، سجلت اليابان حالتين لشابين تم إغراؤهما بالسفر إلى سوريا والانضمام إلى تنظيم "داعش" للقتال في صفوفه، لكن اللافت أن واحداً من بين الاثنين الراغبين بالقتال في صفوف "داعش" ليس مسلماً ولم يعتنق الإسلام، كما أنه لا يرغب بالقتال لأسباب دينية وإنما بدافع الرغبة في "المغامرة". وأعلنت الشرطة اليابانية أنها أخضعت شابين خلال الأسابيع القليلة الماضية للتحقيق بعد الاشتباه بتخطيطهما للسفر إلى سوريا التي تبعد أكثر من تسعة آلاف كيلومتر من أجل القتال في صفوف "داعش"، فيما لا يزال ياباني واحد مختطفاً لدى "داعش" منذ أوت الماضي، بينما تقول التقارير إن يابانيين اثنين شاركا في القتال إلى جانب التنظيم وتمكنا من العودة إلى بلادهما بعد انتهاء "المغامرة". وقالت جريدة "التايمز" البريطانية إن الدافع وراء سفر اليابانيين إلى سوريا والانضمام إلى "داعش" ليس التعاطف مع أي من الأطراف المتحاربة هناك، وإنما "الملل والبطالة والرغبة في المغامرة". وأعلن متحدث باسم الحكومة اليابانية الأسبوع الماضي أن الشرطة استجوبت يابانياً مسلماً عمره 26 عاماً يشتبه بأنه أراد الانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" بسوريا. وعُرف عن الشاب الذي لم تكشف هويته أنه طالب في جامعة هوكايدو (شمال اليابان) وكان ينوي التوجه إلى الشرق الأوسط. وقالت الشرطة اليابانية إنها صادرت جواز سفر الطالب واستجوبت شخصاً يعمل بمكتبة في طوكيو بعد أن نشر إعلانا يطلب المساعدة للحصول على عمل في سوريا. ويمثل وصول دعاية "داعش" إلى اليابان تطوراً جديداً، إذ أن الأشهر الماضية شهدت تدفقاً واسعاً للمقاتلين الشباب القادمين من دول الاتحاد الأوروبي والذين تحولوا إلى مشكلة تؤرِّق بلدانهم وحكوماتهم، فيما تسجِّل اليابان لأول مرة حالات من هذا النوع. وكانت مصادر إسرائيلية أعلنت سابقاً أنه يوجد 9 يابانيين يقاتلون في صفوف "داعش" حالياً، إلا أن الحكومة في طوكيو لم تؤكِّد ولم تنف هذه المعلومات. لكن يبدو أن المؤكد هو حالتان فقط بينما تثور الشكوك حول السبعة المتبقين.