يشكل كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ "الحكم وإدارة الصين"، الذي عرض بمعرض الجزائر الدولي للكتاب في نسخته ال19، مفهوما جديدا للصين المعاصرة، تعزيزا لفهم المجتمع الدولي لمفاهيم الصين وطريقها التنموي وسياستها، ويدرج الكتاب ضمن خارطة طريق جديدة سطرها الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ وصوله إلى السلطة شهر مارس 2013، تعتمد أساسا على الإصلاح والانفتاح والعصرنة تحت مفهوم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. ويتضمن الكتاب الذي اطلعت عليه "الشروق"، والصادر بتسع لغات كاملة، من بينها العربية، 79 خطابا ورسائل وتعليمات للرئيس الصيني خلال الفترة ما بين 15 نوفمبر 2012 و13 جوان 2014، تطرق خلالها الرئيس الصيني إلى الشؤون الصينية الداخلية والخارجية، لتقريب مفهوم الصين المعاصرة والجديدة للمجتمع الدولي، وإبراز الاستراتيجية الجديدة لحكم البلاد وإدارة شؤونها، مع التركيز على التغييرات النوعية التي شهدتها البلاد، وفق معادلة أخلقة الإصلاح والانفتاح ومكافحة الفساد، والتي تعتمد على توثيق الصلة بين الشعب الصيني والمسؤولين، وهي من أهداف الرئيس الصيني شي جين بينغ، المعروف وسط الصينيين بالتواضع وقربه من المفهوم الشعبي، ما أبرزته زياراته المدرجة ضمن الكتاب إلى المناطق الصينية الفقيرة ومختلف القطاعات، إبرازا للسياسة الحكومية الجديدة، وهو الذي ينحدر من عائلة ريفية واجتاز اختبارات عديدة في المناصب التي تقلدها. واعتبر مدير شركة "تشاك" الصينيةبالجزائر، جيانغ شياودونغ، الراعي الرسمي لمشاركة الصين في معرض الجزائر الدولي للكتاب، في لقاء مع "الشروق"، أن كتاب الرئيس الصيني، يعد بمثابة "نظرة حكيمة" لسياسة الصين الجديدة، واصفا الرئيس الصيني برجل الميدان وكاسب ثقة الشعب الصيني، قائلا: "كتاب الرئيس هو نافذة للمجتمع الدولي لفهم الصين المعاصرة، التي ترتكز على فلسفة المصداقية وأنسنة العلاقات وتحقيق أحلام الشعب الصيني.. إنه خارطة طريق جديدة للصينيين"، مضيفا بأن الحكومة الصينية بقيادة الرئيس شي جين بينغ، أطلقت حملة لمكافحة الفساد بهدف تغيير الصورة والانطباع المترسخ لدى البعض، لا سيما في ظل تنامي قوة الصين العالمية، على وجه التحديد من الجانب الاقتصادي، وكشف جيانغ شياودونغ حرص شركته ومن ورائها الحكومة الصينية، على اعتبار أنها مؤسسة حكومية، على تعزيز العلاقات الصينيةالجزائرية، مبرزا مكانة الجزائر الاستثنائية لدى الصين بالقول: "الجزائر هو البلد العربي الوحيد الذي وقع شراكة استراتيجية مع الصين شهر فيفري الفارط، وهي دليل بارز على العلاقة المتينة بين البلدين"، وكشف المدير العام لشركة "تشاينا هاربور إينرجينغ كومباني" عن حرص شركته على المساهمة في التوأمة والشراكة بين المؤسسات الجزائرية ونظيراتها الصينية، قائلا: "رغم أن مؤسستنا معروفة بأشغال المقاولات الكبرى والبنى التحتية والموانئ والبناء، إلا أننا نسعى لدخول مجالات استثمار أخرى، من خلال رعاية برامج توأمة بين شركات صينية وجزائرية في ميادين أخرى، وهنا أذكر برنامجا طموحا لزراعة القمح في أدرار ومشاريع أخرى في مجال الفلاحة على غرار التمور والزيتون.."، وهي السياسة التي تندرج حسبه ضمن النظرة الجديدة للرئيس الصيني شي جين بينغ والواضحة في كتابه "الحكم وإدارة الصين".