سجلت الصين مشاركتها للمرة الثانية في معرض الجزائر الدولي للكتاب في نسخته ال19، في حضور مميز للعملاق الاقتصادي العالمي في واحدة من أبرز المحطات الثقافية في الجزائر، ولرغبة الحكومة الصينية ومن ورائها الشركات الصينية المستثمرة في الجزائر في تغيير الصورة النمطية لهذا البلد لدى الجزائريين، والتي تنحصر حاليا في قالب البلد القوي اقتصاديا والمستثمر في جميع المجالات بالجزائر، لا سيما في ظل رغبة الصينيين في نشر اللغة والثقافة الصينية في المجتمع الجزائري لتتماشى مع حجم الشراكة الاقتصادية بين شعبي البلدين. وتميز الحضور الثاني للصين في معرض الجزائر الدولي للكتاب، برعاية شركة "شاينا هاربور أينرجينغ كومباني" المعروفة اختصارا باسم "شاك"، والتي تعد من أكبر الشركات العالمية في مجال المقاولات والأشغال الكبرى، وتختص الشركة التي تسجل حضورها في الجزائر منذ 6 سنوات، في أعمال البنية الأساسية للمشروعات البحرية وتعميق القنوات الملاحية والموانئ وصيانة وترميم المنشآت البحرية، بالإضافة إلى مشاريع الطرق والمطارات والسكك الحديدية، ويعد توسيع ميناء وهرانبالجزائر من أبرز مشاريع المؤسسة في الجزائر. وأكدت ممثلة الشركة ردا على سؤال "الشروق" على هامش اختتام معرض الجزائر الدولي للكتاب أول أمس، أن رعاية شركة "شاك" للمشاركة الصينية في هذا المعرض، تندرج ضمن رغبة الشركة في نشر اللغة الصينية وتعريف الجزائريين بالثقافة الصينية، تماشيا مع الشاركة الاقتصادية المتميزة بين الجزائروالصين، قائلة: "شركتنا من أكبر مؤسسات تنفيذ مشاريع المقاولات والبنى التحتية في العالم، ومنذ وجودنا بالجزائر لم ينحصر اهتمامنا بالجانب الاقتصادي فقط، بل ركزنا على تمويل مشاريع لتعليم الجزائريين اللغة الصينية، وبالأخص للإطارات الجزائرية في شركتنا، ولهذا حرصنا على رعاية المشاركة الصينية في معرض الجزائر الدولي للكتاب، لأننا ندرك أهمية تقريب الثقافة واللغة الصينية للجزائريين، تجسيدا لأهداف تبادل الثقافات بين البلدين، وهو أحد أبرز أهداف شركتنا". إلى ذلك عرف جناح الصين في معرض الجزائر الدولي للكتاب، إقبالا واسعا لزوار المعرض، أدرجه متابعون للطفرة الكبيرة التي عرفها موضوع تعلم اللغة الصينية في الجزائر، من باب أنها سوق عمل مربحة للشباب الجزائري، خاصة أن الكتب المعروضة في الجناح الصيني خصصت حيزا هاما جدا لتعلم اللغة الصينية، في حين تطرقت العناوين الأخرى المعروضة إلى ثقافة وتقاليد المجتمع الصيني. بالمقابل كان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، نجم الجناح الصيني الأول، من خلال نفاد كتابه "إدارة الصين" المترجم إلى العربية من الجناح، بسبب إقبال الجزائريين الكبير عليه، وهو ما أكده المسؤول عن الجناح الصيني في معرض الكتاب ل"الشروق"، ساعات قبل اختتام الطبعة ال19 منه أول أمس، قائلا: "مشاركتنا الثانية في معرض الجزائر الدولي تؤكد رغبتنا الملحة في نشر اللغة والثقافة الصينية في الجزائر، لا سيما في ظل تسجيلنا لنمو الطلب على تعلم لغتنا بالجزائر.. عرضنا كتبا عديدة تختص بهذا المجال وسجلنا عددا كبيرا من الزوار إلى جناحنا، والدليل أن كتاب الرئيس الصيني "إدارة الصين" باللغة العربية نفد من الرفوف"، واصفا المشاركة الصينية في معرض الجزائر ب"المفيدة والفعالة". إلى ذلك ينتظر أن تطلق شركة "شاينا هاربور أينرجينغ كومباني" المعروفة اختصارا باسم "شاك"، والراعي الرسمي للمشاركة الصينية في معرض الجزائر الدولي للكتاب، برامج لتكوين أساتذة جزائريين في اللغة الصينية، من خلال المشاركة في دورات تدريبية في الصين.