كشفت تحاليل مخبرية أجراها مخبر جزائري مصنف بدرجة مركز بحث علمي وتقني على عينة من "أغلفة الكراريس" المنتشرة في الجزائر والمستوردة من دول أسيوية والتي يستعملها تلاميذ الجزائر البالغ عددهم أكثر من 8 ملايين نسمة. أنها تحتوي على كميات زائدة عن اللزوم ومخالفة للمعايير الدولية المحددة لنسبة مواد كيماوية خطرة تسبب أمراض فقر الدم وسرطان الدم، على غرار الكروم والزئبق والكاديميوم، لكن أخطر هذه المواد هو الرصاص، حيث كشف تحليل مخبري وجود 43 غراما في المليون أي ما يعرف ب "البي.بي.م" (PPM) أي جزء على المليون وهو رقم يتجاوز المعيار العالمي الذي يشترط نسبة أقل من 1 وتحديدا 0.5 أي غرام في الطن الواحد، وتشكل هذه النسبة المرتفعة خطرا محدثا على أطفال المدارس الذين يتعاملون يوميا مع الأغلفة البلاستيكية المستوردة علما أنها مصنوعة من مادة بلاستيك (بي.في.س - PVC) الذي تنص لوائح دولية على إنقاص المواد الكيميائية الخطرة به إلى أدنى درجاتها الدنيا حفاظا على الصحة العمومية، خاصة إذا تعلق بالمنتجات الموجهة للأطفال على غرار اللعب والأدوات البلاستيكية المسيطرة على السوق الوطنية تغطي مانسبته 70 إلى 75٪ من حاجيات السوق المقدرة ب 80 مليون غلاف سنويا، وهي أقل جودة ورخيصة الثمن مقارنة بالمنتوج المحلي الجزائري الذي يصدره خواص جزائريون نحو افريقيا وأوروبا، حيث تشير مقارنات تقنية أن منتجات الخواص الجزائريين تتوفر على مواصفات تقنية وصحية عالمية رغم أن الغلاف الأسيوي لم يترك له سوى 25٪ من حاجيات السوق. ويفسر مختصون الخطورة الصحية للأغلفة البلاستيكية الأسيوية المحتوية على كميات كبيرة من الرصاص بكونها تصنع في الغالب من مسترجعات البلاستيك المستعمل الذي يحتكره متعاملون أسيويون في أوروبا. وعلاوة على الأخطار الصحية تسببت هذه الأغلفة المستوردة في إلحاق أضرار اقتصادية بالغة الخطورة على المؤسسات الجزائرية التي اختفى معظمها، باستثناء 70 متعاملا لا يزالون يمارسون هذا النشاط على المستوى الوطني. فيما أشارت مصادر أن مخابر مؤسسات أوروبية تستورد الأغلفة البلاستيكية الجزائرية، اندهشت من غياب مراقبة للغلاف البلاستيكي الأسيوي واستهلاكه الواسع في الجزائر دون تحاليل تقنية رغم خطورته، أكدت إحصاءات أن 1500 حالة سرطان تسجل سنويا لدى الجزائر ما يتطلب فتح تحقيق معمق في الخصائص الكمياوية المتوفرة في منتجات الألعاب والأدوات المدرسية وبعض المستحضرات الطبية. طاهر حليسي