تشهد واحات النخيل في الآونة الأخيرة بوادي ريغ عمليات اعتداء سافرة من طرف أشخاص مجهولين، يستغلون فترات غياب الفلاحين أثناء القيلولة أو تحت جنح الظلام لنهب الغلة وقطعها بصور عشوائية وبيعها في الأسواق بطريقة تنم عن الخديعة وتظهر مدى احتراف السرقة الموصوفة. وتخلف هذه العمليات خسائر جمة، بعد أن يسهر الفلاح منذ بداية فصل الصيف على سقيها إلى فترات التلقيح ومنها ينتظر المنتج بحلول الخريف، لكنه عادة ما يفاجأ في آخر المطاف بخطف المحصول الذي انتظره شهورا، مما خلف متاعب نفسية وخيمة لفلاحي المنطقة عموما. ويستعمل اللصوص وسائل تقليدية تضر بثروة النخيل. وقد تسببت في الوقت ذاته في هلاك العديد من المحاصيل الزراعية وإتلافها بالمنطقة. وتعد أنواع دقلة نور والدقلة البيضاء والغرس الأكثر استهدافا نظرا إلى غلاء سعرها وشهرتها الاقتصادية مما شجع اللصوص على السرقة. وكان فلاحو الجهة قد أوقعوا في العديد من المرات ب "السارق" واتخذت ضدهم إجراءات عقابية بعيدا عن أعين الشرطة وتهديدهم باستعمال العنف ضدهم في ذات المكان، بينما يأتي تبليغ السلطات الأمنية كخطوة ثانية، لكن غالبا ما يلجأ الجميع إلى الصلح أو التعويض بالمال بين عائلات اللصوص كون جلهم ينحدر من المنطقة الواحدة. وحسب الإحصائيات التي قدمها الفلاحون ل "الشروق"، فإن أغلب هؤلاء المعتدين على رزقهم لا تتجاوز أعمارهم 20 سنة. وهي خسائر تقدر بالملايين، وقد يزج بهم في هذه الحقول من طرف أشخاص آخرين في عمليات منظمة بمراحل متفاوتة وما يخلفه المعتدون على ثروة النخيل من خسائر مادية ومعنوية على الفلاحين، وهو ما انعكس سلبا على المحصول وعائدات الأسر التي تمتهن الفلاحة.
واشتكى هؤلاء من تكرار الظاهرة، كلما حل فصل جني محصول التمور. وطالبوا الجهات الأمنية بوجوب حماية ثروتهم من النهب المنظم كونها ثروة تدخل ضمن الاقتصاد الوطني، ووضع استراتيجية واضحة المعالم لمعالجة الحالة التي أضحت متفشية بين الشباب وتزايد ربحهم السريع على حساب الفلاحين. وناشدوا مصالح الشرطة والدرك تكثيف الدوريات الراكبة والراجلة لمحاربة هذه الظاهرة المقيتة والتي يحرمها الشرع والقانون.