يواجه منتجو التمور في بسكرة، في الآونة الأخيرة أزمة كساد لمنتوج دقلة نور الذي تكتظ به غرف التبريد والتخزين ومصانع التوظيب والتغليف بمدينة طولقة، وضواحيها التي تشتهر بأجود وأحسن أنواع التمور من نوعية دقلة نور الممتازة التي يتم تصديرها للخارج، وتسويق كميات منها في العديد من نقاط البيع المحلية. اشتكى العديد من الفلاحين والمنتجين بمنطقتي الزاب الشرقي والغربي، خاصة مدن طولقة أولاد جلال سيدي خالد إضافة إلى مناطق سيدي عقبة وضواحيها من كساد منتوج تمور الموسم الماضي، خصوصا مع اقتراب موسم الجني الذي ينتظر أن ينطلق مبكرا هذه السنة سيما مع موجة الحر التي ميزت بداية فصل الصيف الجاري، حيث يتخوف مالكو الهكتارات من الأراضي التي تضم المئات من أشجار النخيل المنتجة من انعكاسات ارتفاع أسعار التمور بالأسواق منذ ما يقارب السنتين، وما أفرزه من عزوف العديد من التجار على مواصلة العمل في مجال بيع وشراء التمور تزامنا مع اكتظاظ غرف التبريد والتخزين بالأطنان من مختلف أنواع تمور دقلة نور بسبب أسعارها التي بلغت مستويات مرتفعة بمدينة بسكرة، الأمر الذي ساهم في تقلص عدد التجار الذين اعتادوا على اقتناء المنتوج المحلي وترويجه في مختلف أسواق الوطن. وأكد التجار أنفسهم سواء المحليين أو القادمين من ولايات أخرى من الوطن، أن ارتفاع الأسعار بمناطق الإنتاج حال دون إمكانية ترويجها في ولايات أخرى، مؤكدين في الوقت ذاته أن أسعارها في بسكرة تفوق في بعض الأحيان تلك التي تعرض بها في أسواق ولايات أخرى بعيدة من الوطن. من جانبهم أرجع عدد من منتجي التمور بمختلف المناطق من الولاية سبب ارتفاع أسعارها في أسواق التجزئة إلى تعمد بعض التجار والمنتجين احتكار المحصول وتخزينه في غرف التبريد بغرض بيعه بأسعار مضاعفة خلال شهر رمضان، الذي يتزامن مع فصل الصيف اعتبارا من السنتين الماضيتين ولسنوات أخرى مقبلة، حيث بلغ سعر الكيلوغرام من دقلة نور العادية بأسواق مدينة بسكرة بداية شهر رمضان الجاري حدود 200 دينار الأمر الذي اعتبره الزبائن مبالغا فيه، باعتبار أن المنتوج المعروض في الأسواق حاليا يعود للسنة الماضية الذي ظل مخزنا لأشهر في غرف التبريد. وأضاف أحد المنتجين أن اقتناء تمور دقلة نور المحلية بسعر البيع بالجملة الذي لا يتعدى في الغالب حدود ال 120دينار للكيلوغرام من تجار الجملة الذين يسوقونها بأسعار تصل إلى ثلاثة أضعاف في أماكن أخرى من أسواق الوطن، مما تسبب في كساد الأطنان منها لدى المنتجين والبائعين على حد سواء، حيث يتخوف الطرفان من انعكاسات ذلك خاصة مع اقتراب موسم الجني المنتظر بداية شهر أكتوبر المقبل، وهو ما ضاعف من توقعات المنتجين بتكدس كميات كبيرة من ثروة التمور في أماكن التخزين موازاة مع تكبد العديد منهم لخسائر فادحة جراء موجة الحرائق والحر، التي أتلفت المئات من أشجار النخيل منذ بداية الصيف الجاري.