تعرضت قوة للجيش متحالفة مع «فجر ليبيا» لهجوم في منطقة الجفرة وسط البلاد أمس، ما أسفر عن سقوط 22 قتيلاً بينهم 15 جندياً، إضافة الى عدد من الجرحى. وينتمي الجنود القتلى إلى «الكتيبة 168 مشاة» التي تتبع ل «القوة الثالثة» المكلفة حماية مناطق الجنوب والتي تأتمر بأوامر رئاسة الأركان الموالية للحكومة الموازية في طرابلس برئاسة عمر الحاسي. واستهدف الهجوم الذي شنه مسلحون مجهولون، نقطة عسكرية قرب مدينة سوكنة التي تبعد نحو 600 كلم جنوب العاصمة طرابلس. وأفادت مصادر محلية بأن المهاجمين الذين لم يعرف عددهم، أتوا إلى المنطقة سيراً على الأقدام واستولوا بعد الهجوم على سيارة عسكرية نقلوا فيها جرحاهم. وأضافت المصادر أن المهاجمين باغتوا الجنود فجراً فيما كانوا نائمين، ووجد بعضهم مذبوحاً والبعض الآخر قتل رمياً بالرصاص. كما قتل 4 سائقي شاحنات اعتادوا المبيت قرب النقطة العسكرية، طلباً للحماية، إضافة إلى 4 عمال نظافة أفارقة وطباخَين سودانيَين. وأثيرت شكوك حول طابع قبلي لمجزرة الجنود في ظل تقارير عن انتماء معظمهم الى قبيلة المقارحة، لكن مصادر عسكرية أشارت لاحقاً إلى أن ثمانية من القتلى على الأقل، ليسوا من أبناء المنطقة بل يتحدرون من مدن مجاورة. وأضافت المصادر أن اثنين من الجنود الجرحى نقلوا إلى العلاج، تمهيداً لاستيضاحهم حول ملابسات الهجوم، وهو الثاني من نوعه على عسكريين متحالفين مع «فجر ليبيا» بعد هجوم في سرت الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل 14 جندياً برصاص مجهولين. في غضون ذلك، دعا رئيس النيجر محمد يوسف إلى تدخل دولي في ليبيا، رأى أن «لا بد منه» لإنهاء النزاع والفوضى هناك. وأتى كلامه إثر لقائه وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الذي يقوم بجولة في المنطقة. وقال يوسف للصحافيين: «لا يمكن إيجاد حل من دون تدخل دولي في ليبيا. لا أرى كيف يمكن الميليشيات الإرهابية المسلحة أن توفر الظروف لمصالحة بين الليبيين، ولا بد من التدخل الدولي لتحقيق المصالحة بين الجميع بمن فيهم أنصار القذافي». وأكد رئيس النيجر أن التدخل الدولي «هو كذلك شرط مسبق لمرحلة انتقالية»، وقال: «كل الدول مدركة أن ما يجري في ليبيا غير مقبول». وأضاف: «عندما حصل التدخل في ليبيا (في 2011) لم يستشرنا أحد. ولكننا نحن من يدفع الثمن الآن. على العالم أجمع أن يسمعنا اليوم». ويأتي ذلك بعد دعوة مجموعة دول الساحل الخمس التي تضم تشاد ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر الشهر الماضي، إلى تدخل دولي في ليبيا للقضاء على الجماعات المسلحة، لكن دعوتها لم تلق صدى عملياً. على صعيد آخر، تمكنت فرق الدفاع المدني الليبية من السيطرة على حرائق خزانات النفط في ميناء السدرة النفطي التابع لشركة «الواحة». وقال علي الحاسي الناطق باسم «غرفة العمليات العسكرية المشتركة في الهلال النفطي» إن الحرائق في خزانات النفط السبعة، أخمدت بعد تسعة أيام من اندلاعها «بجهود رجال الإطفاء الليبيين الذين عرضوا حياتهم للخطر»، ما «وفّر على الدولة ستة ملايين دولار»، وذلك في إشارة إلى قيمة عقد كانت الحكومة بصدد توقيعه مع شركة أميركية متخصصة في إطفاء الحرائق. وأشار الحاسي إلى أن سبعين أطفائياً ومتطوعاً من رجال الدفاع المدني شاركوا في العملية إلى جانب عاملين في الشركات المحلية للنفط والغاز في الهلال النفطي. وأوضح أن المنطقة المعروفة ب «فارم تانك»، يوجد فيها 19 خزاناً، كانت تحوي نحو 6.2 مليون برميل من النفط الخام.