.. يعيش المترشحون لشهادة البكالوريا على أعصابهم، في انتظار النتائج الرسمية بتاريخ العاشر من جويلية، بين الخوف والقلق.. منهم من لايزال سجين غرفته يطالع يوميا حلول أسئلة الامتحانات، ومنهم من أصبحت كوابيس الأحلام تصنع جزءا من يومياته. * يصف علماء النفس ضرورة التحضير الجيد لاستقبال النتائج، والتكيف معها بإيجابية وعقلانية مهما كانت، فكثيرون من يجدوا أنفسهم في عالم آخر بعد النتائج حتى وإن كانت إيجابية. * إذ تتحدث الأخصائية النفسانية سعيدة جميال، والتي واكبت طلبة شهادة البكالوريا للتحضير لها، أنها تشرف على علاج صدمة أحد الناجحين في شهادة البكالوريا، بعد إصابته بهستيريا نتيجة الفرح المبالغ فيه، كونه لم يكن مستعدا للنجاح نظرا لقلة إمكاناته في التحضير، ففوجئ بالنتيجة رفقة عائلته، وظل لأيام يردد عبارة (ربحت.. ربحت..) أمام كل من يصادفه، وتتحدث الأخصائية قائلة: "وجدت صعوبة في التأقلم مع حالته، وإقناعه بأنه نجح فعلا، إذ كان التلميذ ''محمد. س'' يعيش حالة من الهستيريا الداخلية حاولت فيها، إقناعه بأنه هو الناجح، إذ كان يعيش انفصاما داخليا لم يتقل عقله الباطني نتيجة نجاحه.. ". * وأكدت الأخصائية سعيدة جميال أن حالات الفرح الشديد وما يصاحبها من مظاهر للفرح قد تنعكس سلبا على نفسية الطالب، فعلى الأسرة تهيئة التلميذ من الناحية النفسية، كما حذرت الأخصائية النفسانية من تهور بعض الأولياء من تحذير أبنائهم وتهديدهم بالعقاب في حالة الفشل، كون هذه الخطوة تعتبر بمثابة وضع قدم في ما هون أسوأ، فقد يقدم بعض التلاميذ على الانتحار مباشرة بعد ظهور النتيجة، وأوصت الأخصائية التعامل مع التلاميذ بحذر شديد بعد النتيجة عن طريق التخفيف من نفسياتهم المتدهورة في حالة الفشل. * وزرع الأمل فيهم مجددا لإعادة السنة، وبأن البكالوريا في النهاية ليست كل شيء، وقد يفتح الله للراسبين بابا آخر من أبواب النجاح، والبكالوريا ليست وحدها مفتاح النجاح نحو المستقبل، فكثيرون أولئك الذين فشلوا وانحرفوا بعد دخولهم الجامعة، كما أن الله سبحانه وتعالى قال في معنى الآية "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".