رفضت محكمة هولندية في جلسة عاجلة في مدينة لاهاي، دعوى قدمتها منظمة إسلامية ضدّ النائب اليميني خيرت فيلدرز، على خلفية تصريحات له اعتبرها مسلمون مسيئة لهم. وأورد موقع إذاعة هولندا على الأنترنيت أن القاضي رأى في إدانة النائب اليميني، مساس بحرية التعبير وقدر القاضي، أنه وبالرغم من أن تصريحات صاحب فيلم "القتنة" قد سببت "صدمة أو شعوراً بالإهانة لدى قسم من المواطنين"، إلا أن ذلك "لا يشكل في حدّ ذاته مانعاً من التمتع بحقّ حرية التعبير، حتى لو تعرّضت ديانة ما لنقدٍ حادّ". وقد رُفعت في الأشهر الأخيرة عدة قضايا ضد زعيم حزب الحرية اليميني، خيرت فيلدرز، بسبب تصريحاته الاستفزازية ضدّ الإسلام والقرآن والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم- لكن هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها حكم قضائي في إحدى الدعاوى. ويشكل هذا الحكم اجتهادا قضائيا في صالح النائب المثير للجدل، يمكن أن يُستند إليه بشأن القضايا المماثلة المرفوعة ضدّه. وتضمنت الدعوى اتهام للنائب الهولندي بإساءة استخدام حقه في حرية التعبير للتهجم على مقدسات المسلمين، وإثارة مشاعرهم بشكل متعمد، والحض على الكراهية ضد فئة معينة من المجتمع الهولندي، وهو أمر قد يدفع بعض المتحمسين لاستخدام العنف ضد أعضاء هذه الفئة. لكن القاضي رد بأن المتهم يعبر عن رأيه السياسي. وسارع خيرت فيلدرز إلى التعبير عن سعادته فور صدور حكم المحكمة لصالحه، وقال في تصريح للصحافيين "أنا سعيد بهذه الحكم. كنت أرى دائماً أنّ من واجبي أن أقول ما قلته، وأن أحذّر من أخطار "الأسلمة" على هولندا وعلى الغرب. استندتُ دائماً إلى مبدأ حرية التعبير وأنا سعيد بأنّ هذا هو رأي القاضي أيضاً"، غير أن منظمة "الفيدرالية الإسلامية الهولندية" التي تقف خلف الدعوى، أعربت عن خيبة أملها بقرار المحكمة. وقال ناطق باسم المنظمة التي يديرها مسلمون من الجالية التركية، بأن إدارة المنظمة ستدرس إمكانية طلب استئناف الحكم.