لا تزال جثث 3 رعايا أفارقة بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى مغنية الحدودية في ولاية تلمسان، تنتظر الدفن منذ ما يقارب السنة، دون أن تحرك السلطات ساكنا للتعجيل بدفنهم وتجنيب المصلحة كارثة صحية، بعدما تحول المكان إلى ما يشبه المزبلة بسبب انبعاث روائح غير عادية، وهي الوضعية التي تنذر بكارثة صحية قد تعود سلبا على المرضى الوافدين إلى المستشفى وحتى مستخدمي الصحة على حد سواء. تكشف المعطيات التي بحوزة "الشروق" أن بلدية مغنية رفضت الموافقة على دفن جثث الرعايا الأفارقة التي توجد في حالة جد متقدمة من التعفن، منذ السنة الماضية بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى شعبان حمدون بمغنية، رغم ترخيص وكيل الجمهورية لمحكمة مغنية بدفنهم من قبل، حيث تبقى حجة مسؤولي البلدية، حسب ما كشفت عنه مصادر "الشروق"، هي عدم وجود مساحة بمقبرة مغنية مخصصة لدفن رعايا أجانب، رغم أن البلدية سبق لها أن رخصت لعمليات دفن 8 رعايا صينيين بمقبرة سيدي الحبيب بلالة عايشة، مثلما كشفت عنه "الشروق" في أعداد سابقة، أين عقبت العملية ضجة كبيرة وجدل واسع وسط مواطني مغنية الذين طالبوا بنقل جثث الصينيين إلى مساحة بعيدة عن مقابر المسلمين، كما حلت لجنة تفتيش عقب ذلك من الجزائر العاصمة للتحقيق في ظروف وملابسات دفن الرعايا الصينيين، أين ألقى المير السابق المسؤولية كاملة على عاتق رئيس بلدية صبرة المنتخب في العهدة السابقة، وهو ما دفع بمصالح البلدية إلى بناء جدار عازل يفصل بين مقابر المسلمين والصينيين الذين كانوا وقتها يشتغلون في مشروع الطريق السيار شرق غرب في شقه الرابط بين مغنية وتلمسان. هذا الجدار اعتبرته العديد من الجمعيات وحتى عائلات الموتى والشهداء المدفونين بمقبرة سيدي لحبيب وهميا، ورافعت من أجل نقل جثث غير المسلمين إلى مساحة بعيدة إلا أن الوضع بقي على حاله إلى أن عاد الجدل من جديد، ووجد مسؤولو بلدية مغنية أنفسهم أمام إلزامية الموافقة على دفن هؤلاء الرعايا الأفارقة بنفس المقبرة، بعدما باتت تشكل خطرا صحيا على مستخدمي الصحة في مصلحة حفظ الجثث بمستشفى مغنية بعد انبعاث روائح غير عادية أعادت هواجس الإصابة بفيروسات ومضاعفات جراء استنشاق هذه الروائح. ولم تفهم إلى حد الآن أسباب رفض مير بلدية مغنية الترخيص لدفن هؤلاء الرعايا، هل لها علاقة بتخوفه من ردة فعل عائلات الموتى المسلمين بمقبرة سيدي لحبيب من دفن المزيد من الرعايا الأجانب بجانب موتاهم، أم لأسباب أخرى غير معروفة؟ وليس أمام السلطات أي خيار الآن سوى التعجيل بدفنهم على الأقل قرب الموقع الذي دفن فيه الصينيون، لأن الوضعية أصبحت أخطر من معضلة العثور على مكان للدفن مثلما علق أحد الأطباء في اتصال ب "الشروق".