الظاهرة التلفزيونية الجديدة هي المسلسلات التركية التي تصنع الحدث حاليا في الكثير من الفضائيات العربية وآخرها مسلسل نور الذي تتابعه شريحة متنامية باستمرار من المجتمع الجزائري رغم أن هذا المسلسل المراطوني يدعو صراحة إلى علمانية وتعاليم كمال أتاتورك، حيث يبرز صوره في كل المكاتب والمنازل، ولا يذكر الدين الإسلامي إطلاقا. * والملفت للإنتباه أن بطلات المسلسل تبدين زينتهن ما ظهر منها وما بطن ويغيب الحجاب نهائيا عن المسلسل، رغم أن الإحصائيات التركية تؤكد أن نسبة المحجبات في المجتمع التركي تتعدى 80٪، أما التناقض الصارخ في المسلسل فهو هروبه من الواقع، إذ يبالغ في تصوير أبهة لا يعيش فيها حتى أثريا تركيا، وتبدو الحياة في المدن التركية مثالية للغاية، إذ تعيش العائلات في قصور لا توجد إلا في الأحلام، خاصة أن "الشروق اليومي" سبق لها وأن زارت مدنا عديدة في تركيا مثل اسطنبول وأزمير وأنقرة ولاحظنا أن مستوى المعيشة لا يختلف عما هو موجود في الدول العربية المتوسطية مثل الجزائر ولا يصل إطلاقا ما هو موجود في دول الخليج العربي.. * مسلسل "نور" الذي بعث رسالة علمانية قوية نهى فيها عن المعروف ودعا إلى المنكر نجح في الإشهار لتركيا ومواقعها السياحية الجميلة، ولكنه أسقط (عمدا) أهم المعالم التي يزورها الملايين من السواح وهي مخلفات الدولة العثمانية في اسطنبول، لأجل ذلك جاء المسلسل احياء لتعاليم كمال أتاتورك الذي توفي منذ 80 سنة وبقي حيا في قلوب بعض الأتراك وها هو يدخل بيوت الشعوب العربية.