ابن بطوطة الجزائري أحمد الحرزلي بن عطا الله رجل عالمي بامتياز، يحب السلام حتى النخاع، غامر بنفسه وجاب الجزائر راجلا من أجل الدعوة إلى السلم في العشرية السوداء، كما طاف أكثر من 78 دولة عبر العالم بمبادرات شخصية أو بدعوات رسمية لإسماع صوت الجزائر عاليا، كرمه كبار الملوك والرؤساء منهم عبد العزيز بوتفليقه، ياسر عرفات، صدام حسين، نيلسون مونديلا، فيدال كاسترو، المستشار الألماني السابق ويلي برونت الحائز على جائزة نوبل للسلام، رئيس الوزراء السويدي الأسبق أولوف بالم، وكذا هوڤو شافيز، الراحل الشيخ زايد، وبعض المشايخ والعلماء والقائمة طويلة.. إنه "ابن بطوطة" الجزائر وسفير السلام العالمي بالرغم من أنه لم يشغل أي منصب دبلوماسي. * إنه أحمد الحرزلي بن عطاء الله من مدينة مسعد بولاية الجلفة، تلقى العديد من الأوسمة والهدايا التقديرية، حيث تحصل على الجائزة الدولية للسلام والتضامن في كركاس عاصمة فنزويلا أثناء مؤتمر دعاة السلام عام 2005 فكان فارسا من فرسان الصداقة وحضر الكثير من المنتديات العالمية واستقبل في كل مرة كرجل مميز، رغم ذلك تجده متواضعا، يحب العيش بحياة البساطة، متمسكا بالاستقامة، محبا للأطفال، لأنهم حسب تقديره رمز البراءة. * ولد الحرزلي بمسعد عام 1953ونشأت معه فكرة التجوال والترحال، اشتغل كمعلم للغة فرنسية قبل أن يتركها ويبدأ أول رحلة مكوكية له مشيا على الأقدام وبالأوتوستوب سنة 1976 ليجوب مواقع عدة في أكثر من قارة بحثا عن المعرفة واكتشاف ثقافة الآخرين وأعرافهم محبا للسلام. * وفي سؤال عما إذا كان يبحث عن الشهرة والمال جراء هذا الصنيع، فأجاب أن هدفه الوحيد إرساء السلام في أرجاء المعمورة وتمثيل البلاد أحسن تمثيل مخلدا لبطولات الشهداء والتعريف بالموروث الثقافي، فهو لا يملك سيارة ولا طائرة استنادا إلى قوله وإنما يتمتع بشجاعة الإقبال إلى الأمام وإشعاعه المحبة انطلاقا من مبدأ الإنسانية للجميع أو كما قال.. تراه مميزا عن الآخرين، يضع على رأسه عمامة بيضاء يصفها بشعار السلم وتقليد أهل الصحراء المحبين للخير، مشواره الطويل في هذه التجربة السياحية السلمية مكنته من اختزال الحدود والجغرافيا إلى صور ورسائل نادرة تصور مشاهد حية، خاصة عندما يتعلق الأمر بلقاءات انفرادية مع شخصيات سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى يصعب الوصول إليها أو التقرب منها. فالرجل يصفه الكثير بالسفير الجزائري الذي يفتقد لمنصب دبلوماسي، حيث استطاع زيارة 78 دولة وإهداء أزيد من 500 لوحة شعرية و180 زربية مصنوعة من أنامل المرأة المسعدية فضلا عن إقامة معارض وإلقاء محاضرات عن المحبة والسلام والتعريف بمكانة الجزائر وطاقاتها الإبداعية.. قال له الراحل ياسر عرفات إن شعب فلسطين والأمة العربية والإسلامية يفتخرون برجال أمثالكم ستصلون إلى القدس عن قريب إن شاء الله، وحدثه الرئيس السابق نيلسون مانديلا قائلا أن الذي تقومون به ليس من أجل الجزائر وإفريقيا فقط وإنما من أجل الإنسانية جمعاء، إنه السلام. * ويقوم ابن بطوطة منذ أعوام بالإشراف على جمعية يطلق عليها اسم "في خدمة السلام" رفقة مترجمه المصري محمود محمد مصطفى ومن بين ما قام في الآونة الأخيرة التنقل إلى مدينة بريان للجمع بين الإخوة الفرقاء، حيث التقى كبار الشيوخ وعدد من المسؤولين منهم رئيس البلدية ولفيفا من أعيان الإباضية والمالكية في خطوة لجمع الشمل، كما أطلق مبادرة تكريم عشر شخصيات وطنية يجري التحضير لها، وبعد 32 سنة من العطاء ينوي محدثنا التنقل لاكتشاف أستراليا قريبا حاملا الراية البيضاء والتعريف بما يسميه بلادنا قارة وليست دولة فقط.