دعا سفير السلام، الجزائري أحمد الحرزلي، ونائبه الدكتور محمود المصري، خلال المسيرة التي قاما بها في مدينة مسعد ولاية الجلفة مؤخرا، وفي إطار رحلته الدّاعية لنشر السلام عبر العالم، إلى إخماد نار الفتنة التي استهدفت الجزائر ومصر، على اعتبار أنها أصابت جناحي الأمة العربية في المشرق والمغرب ما يستدعي مشاركة كل من له قلب طيب وروح نبيلة وعقل حكيم في رأب الصدع. وأعرب سندباد السلام المغامر، أحمد الحرزلي، لدى استضافته في مقر جريدة ''الفجر'' عن استيائه مما يحدث بين البلدين الشقيقين بعد مباراة الخرطوم، التي كشفت القناع عن العديد من الشخصيات كانت تجد في الجزائر بلدها الثاني وفي شعبها العظيم شعبا مضيافا وذواقا، لذا فإنه يؤكد باسمه وباسم جمعيته التي ناضلت ولا زالت تناضل في سبيل إحداث السلام عبر العالم إلى ضرورة تهدئة النفوس بين الأشقاء. الرحالة العالمي بن عطاء الله الحرزلي . نقطة انطلاقة سفينة السلام كانت مدينة مسعد السعيدة، أميرة الرخاء وبوابة الصحراء، احتضنت خلال الأيام القلائل الماضية أول مسيرة سلام بين البلدين قامت بها الجمعية بمشاركة كل أعضائها أحمد الحرزلي، نائبه الدكتور محمود المصري، ونائب البرلمان بن دراح مصطفى الرئيس الشرفي لجمعية في خدمة السلام. وتخلّلت المسيرة تعليق مناشير تدعو لضرورة تهدئة النفوس بين البلدين، وعدم قطع العلاقة بين شعبين شقيقين يشتركان في الدين وتربطهما روابط وطيدة لا يمكن لمباراة أن تقطعها لتحل محلها العداوة، التي رفضها سكان ولاية الجلفة رفضا قاطعا، حيث رحّبوا بالمبادرة التي قامت بها الجمعية على اعتبار أنها تقربهم من المشكل القائم بين البلدين وتعرفهم بالروابط القائمة بينهما وكذا الرؤى المستقبلية بشأن القضية المصرية الجزائرية التي سلطت عليها الضوء خلال برنامجها المستقبلي الذي تعتزم خلاله على توجيه دعوى خاصة لكل المسؤولين المصريين العائدين من مصر إلى مدينة مسعد بغرض احتضان أول احتفال للسلام بين البلدين. كما ستوجه في ذات السياق دعوة إلى اللاعب أبو تريكة، الشخصية الرياضية التي أبت إلا أن تحتفظ برأيها بشأن القضية رغم الضغوط الإعلامية، غير أنه بفطنته وحنكته لم يدل بأي تصريح ورأى أن يكون ذلك بعد أن تهدأ النفوس. أحمد الحرزلي بن عطاء الله...في سطور أحمد الحرزلي بن عطاء الله من مدينة مسعد بولاية الجلفة، تلقى العديد من الأوسمة والهدايا التقديرية، حيث تحصل على الجائزة الدولية للسلام والتضامن في كركاس عاصمة فنزويلا أثناء مؤتمر دعاة السلام عام 2005 فكان فارسا من فرسان الصداقة وحضر الكثير من المنتديات العالمية واستقبل في كل مرة كرجل مميز، رغم ذلك تجده متواضعا، يحب العيش بحياة البساطة، متمسكا بالاستقامة، محبا للأطفال، لأنهم حسب تقديره رمز البراءة. ولد الحرزلي بمسعد عام 1953 ونشأت معه فكرة التجوال والترحال، اشتغل كمعلم للغة فرنسية قبل أن يتركها ويبدأ أول رحلة مكوكية له مشيا على الأقدام وبالأوتوستوب سنة 1976 ليجوب مواقع عدة في أكثر من قارة بحثا عن المعرفة واكتشاف ثقافة الآخرين وأعرافهم محبا للسلام. وفي سؤال عما إذا كان يبحث عن الشهرة والمال جراء هذا الصنيع، فأجاب أن هدفه الوحيد إرساء السلام في أرجاء المعمورة وتمثيل البلاد أحسن تمثيل مخلدا لبطولات الشهداء والتعريف بالموروث الثقافي، فهو لا يملك سيارة ولا طائرة استنادا إلى قوله وإنما يتمتع بشجاعة الإقبال إلى الأمام وإشعاعه المحبة انطلاقا من مبدأ الإنسانية للجميع أو كما قال.. تراه مميزا عن الآخرين، يضع على رأسه عمامة بيضاء يصفها بشعار السلم وتقليد أهل الصحراء المحبين للخير، مشواره الطويل في هذه التجربة السياحية السلمية مكنته من اختزال الحدود والجغرافيا إلى صور ورسائل نادرة تصور مشاهد حية، خاصة عندما يتعلق الأمر بلقاءات انفرادية مع شخصيات سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى يصعب الوصول إليها أو التقرب منها. فالرجل يصفه الكثير بالسفير الجزائري الذي يفتقد لمنصب دبلوماسي، حيث استطاع زيارة 78 دولة وإهداء أزيد من 500 لوحة شعرية و180 زربية مصنوعة من أنامل المرأة المسعدية فضلا عن إقامة معارض وإلقاء محاضرات عن المحبة والسلام والتعريف بمكانة الجزائر وطاقاتها الإبداعية.. كرمه كبار الملوك والرؤساء منهم عبد العزيز بوتفليقه، ياسر عرفات، صدام حسين، نيلسون مونديلا، فيدال كاسترو، المستشار الألماني السابق ويلي برونت الحائز على جائزة نوبل للسلام، رئيس الوزراء السويدي الأسبق أولوف بالم، وكذا هوڤو شافيز، الراحل الشيخ زايد، وبعض المشايخ والعلماء والقائمة طويلة.. قال له الراحل ياسر عرفات إن شعب فلسطين والأمة العربية والإسلامية يفتخرون برجال أمثالكم ستصلون إلى القدس عن قريب إن شاء الله، وحدثه الرئيس السابق نيلسون مانديلا قائلا أن الذي تقومون به ليس من أجل الجزائر وإفريقيا فقط وإنما من أجل الإنسانية جمعاء، إنه السلام... ويقوم ابن بطوطة منذ أعوام بالإشراف على جمعية يطلق عليها اسم "في خدمة السلام" رفقة مترجمه المصري محمود محمد مصطفى ومن بين ما قام في الآونة الأخيرة التنقل إلى مدينة بريان للجمع بين الإخوة الفرقاء، حيث التقى كبار الشيوخ وعدد من المسؤولين منهم رئيس البلدية ولفيفا من أعيان الإباضية والمالكية في خطوة لجمع الشمل، كما أطلق مبادرة تكريم عشر شخصيات وطنية يجري التحضير لها، وبعد 32 سنة من العطاء ينوي محدثنا التنقل لاكتشاف أستراليا قريبا حاملا الراية البيضاء والتعريف بما يسميه بلادنا قارة وليست دولة فقط.