تقدمت أمس الجمعة قواتٌ عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ومسلحون تابعون لجماعة الحوثي في مدينة "لودر"، في طريقها إلى "زنجبار"، كبرى مدن محافظة أبين، جنوب البلاد، لبسط سيطرتهم عليها. وأشار شهود إلى وقوع اشتباكات مع مسلحين قبليين على مشارف مدينة "لودر"، غير أن إسناد قوات الجيش للحوثيين مكنهم من التقدم والسيطرة على المدينة، بعد سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، لم يتبين عددهم على الفور. إلى ذلك، جدد طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أمس الجمعة، قصفه مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، في أنحاء متفرقة باليمن، بحسب مصادر في الجماعة، وأخرى قبلية. وطال القصف، حسب وكالة ألناضول، معسكرات تدريب، وقواعد صواريخ، ومخازن أسلحة، في كل من العاصمة صنعاء، وصعدة (شمال)، ومأرب (شرق). إلى ذلك، تضع السعودية ومصر اللمسات الأخيرة لتدخل بري واسع في اليمن، حسب ما أوردت وكالة "اسوشيتد برس"، نقلاً عن مصادر وصفتها ب"المطلعة". وأضافت الوكالة أن العملية العسكرية الحقيقية، ستنطلق من السعودية وبدعم بحري من بحر العرب ومن البحر الأحمر. ولم تذكر المصادر طبيعة القوات التي ستشارك في العملية أو حجمها أو توقيت العملية المنتظرة، ولكنها أكدت أنها ستنطلق ل"تنفيذ مهامها" بعد "التأكد من تحييد الدفاعات الجوية الحوثية وإنهاك القوات الموالية لهم في اليمن". من جهتها، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أمس الجمعة إن إسلام اباد "لم تتخذ قراراً بشأن ما إذا كانت ستقدم دعما عسكريا لتحالف تقوده السعودية يشن غارات جوية في اليمن"، لكنه تعهد ب"الدفاع عن المملكة في مواجهة أي تهديد لسلامتها". باكستان تتراجع: لن نتدخل إلا إذا هُدّد أمنُ المملكة وقال للبرلمان "لم نتخذ قرارا بالمشاركة في هذه الحرب. لم نقدم أي وعود.. لم نعد بتقديم دعم عسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن". وأضاف "في سوريا واليمن والعراق يجري إذكاء الانقسامات وينبغي احتواءها. الأزمة لها تداعياتها في باكستان أيضا". وقال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف يوم الخميس إن أي تهديد للسعودية "سيثير ردا قويا" من إسلام أباد. وكان زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، قد حذر مصر من إرسال قواتها البرية إلى اليمن لمحاربة جماعته، وذكّرها بالتجربة الفاشلة للجيش المصري في الستينيات باليمن، وقال الحوثي مخاطبا هذا الجيش في كلمة مطولة ألقاها الليلة قبل الماضية "لا تبع نفسك بالدولارات". من جهته، وجّه على البخيتي، عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني، رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، حذره فيها من المشاركة في "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية. وكتب البخيتي في صفحته على فيس بوك، الخميس، تحت عنوان "الأشقاء في مصر، إغلاق مضيق باب المندب وارد جداً"، وقال: "أتمنى ألا تنجرّوا إلى أيّ تدخل في اليمن، فلا يوجد أي مبرر لمصر في التدخل، لم نعتدِ كيمنيين على مصر ولا على مصالحها، ولا مشكلة لدينا في أن تأخذوا ما تمكنتم من أموال الخليجيين عبر دعمهم المعنوي أو الإعلامي، لكن أتمنى أن تتجنبوا أي تدخل عسكري مباشر أو إسناد عسكري أو لوجستي من أي نوع للعدوان العشري، لأن ذلك سيعتبر عدوانا على اليمن وعلى شعب اليمن وتدخلاً في شؤونه الداخلية". وحذّر القيادي الحوثي بإغلاق مضيق باب المندب، وقال: "أخشى أن يقوم الجيش اليمني والمجموعات المُسلحة المناصِرة له ردًا على مشاركة مصر في عاصفة الحزم بإغلاق مضيق باب المندب للضغط على مصر، وعلى دول الخليج وعلى دول العالم لإيقاف العدوان، والجميع يعرف أهمية مضيق باب المندب ليس لمصر واقتصادها فقط إنما لاقتصاد دول الخليج والعالم برمته". وواصل البخيتي في رسالته: "لا أخفي عن الأشقاء في مصر أن لديّ معلومات مؤكدة أن الاستعدادات جارية لإغلاق المضيق عبر صواريخ أرض بحر (صينية الصنع مثل التي تم استخدامها في لبنان ضد البوارج الإسرائيلية في حرب ال33 يوماً 2006) سيتم توجيهها من الشواطئ اليمنية على السفن بعد إطلاق تحذير لها وتحديد موعد واضح لإغلاق المضيق، وأن هذا السيناريو تم وضعه وتدارسه والاستعداد له قبل أشهر من الآن، وخوفاً مني على العلاقات المصرية تحدثت عن تلك المعلومات حتى أمنع الكارثة التي قد تتضرر منها مصر كثيراً". وتابع: "أتمنى ألا تحشر مصر نفسها في صراع يمني داخلي، أو تصفية حسابات يمنية سعودية، وأن تبقى مصر شقيقة كبرى لكل العرب ولا تُصغر من نفسها وتدخل كطرف في الصراع".
محمد البخيتي عضو المجلس السياسي ل"أنصار الله" للشروق: الجزائر اتخذت موقفا صحيحا برفضها العدوان على اليمن قال القيادي في جماعة "أنصار الله" الحوثيين، إن ما اسماه "التحالف الخليجي الأمريكي" على اليمن لن ينجح، لأن دول الخليج تسعى لإرضاء أمريكا، وبقية الدول باعت مواقفها بالمال، ورغم ما يملكه هذا التحالف من طائرات وسلاح، إلا انه لن يكسر إرادة شعب اليمن الثائر وأكد المتحدث في تصريح خاص ل"الشروق"، أن مبررات العدوان على اليمن والمتمثلة في حماية الشرعية، هي "مبرراتٌ سخيفة" على حد وصفه، لأنه يريد أن "يفرض على اليمنيين رئيسا فقد كل مقومات وجوده، بما فيها نهاية ولايته، في حين أن نفس التحالف يسعى لإزاحة رئيس سوريا الذي يملك كل مقومات وجوده، وهي ازدواجية في المعايير". وعن الخيارات المتاحة أمام أنصار الله في هذه المرحلة، قال المتحدث إن "كل الخيارات مفتوحة لمواجهة العدوان، بما فيها الخيار العسكري والرد القوي الصادم الذي يفاجئ المعتدين على اليمن ويكون صادما لهم". وعلق البخيتي على موقف الجزائر الحالي من الضربات التي توجهها السعودية و8 دول عربية أخرى ضد اليمن، بقوله أن "الجزائر وضعت نفسها في الموقف الصحيح الذي يفتخر به كل جزائري وكل عربي مسلم وكل حر في العالم"، وهو موقف حسبه "يعبّر عن أصالة الشعب الجزائري وقيادته الحكيمة". وعن أوضاع الجالية الجزائرية في اليمن، باعتبار الحوثيين سلطة حاكمة في صنعاء، قال البخيتي إن "هدفنا تأمين أي مواطن جزائري أو حتى من الدول التي تشن غارات على اليمن، لأن خصومتنا مع الحكومات، وليست مع الشعوب"، مؤكدا أن "كل الجزائريين المتواجدين في اليمن أحرار".
المتحدث باسم الحكومة اليمنية المستقيلة راجح بادي ل"الشروق": "عملية عاصفة الحسم ستنهي الهيمنة الإيرانية على اليمن" نوّه المتحدث باسم الحكومة اليمنية المستقيلة راجح بادي، بالعملية العسكرية السعودية وحلفائها في ضرب موقع الحوثيين، وقدر أن العملية "مشروعة ومبررة وتهدف إلى حماية اليمن والشرعية ودافع بادي عن العمل العسكري الذي شرع فيه قبل 48 ساعة، من طرف العربية السعودية و8 دول أخرى، واستهدف معاقل للحوثيين، واعتبر راجح بادي ما حدث في تصريح ل"الشروق" بأنه "أمر مشروع ويستمدّ مشروعيته من ميثاق الجامعة العربية"، وذكّر المعني بأن العملية العسكرية قد تمت بعد طلب من الرئيس منصور هادي. وعن قراءته للموقف الجزائري الذي يرفض المشاركة في العملية العسكرية وتمسّكها في نفس الوقت بالحوار بين الفرقاء اليمنيين، قال بادي "أتفهّم الموقف الجزائري الذي ينص دستورها على حظر مشاركة قوات عسكرية خارج الحدود، لكن كان عليها أن تدعم العملية العسكرية كموقف سياسي دون أن يُترجم إلى دعم عسكري لدول التحالف". ولم يتوان المعني في اتهام إيران بتأجيج الأزمة التي تعرفها اليمن، وأكد أن "طهران تهدف للسيطرة على المناطق الحدودية مع السعودية وتسعى لتحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمي"، وعن دور الرئيس المعزول علي عبد الله صالح، وصفه بادي بأنه "أحد المسبّبين للأزمة والحقد يحركه"، وقال "صالح لا يريد العودة إلى السلطة، بل يفكر فقط بالانتقام ممن أطاح به عام 2011".
الكاتب الصحفي اليمني نشوان العثماني ل"الشروق": "السعودية تدخلت لأن إيران عاثت في المنطقة فسادا وموقف الجزائر صائب" اعتبر الكاتب الصحفي اليمني، نشوان العثماني، تدخل السعودية وعدد من حلفائها عسكريا في اليمن، أنه قد جاء بعد أن عاث الحوثيون في اليمن فسادا، واستقوُوا بإيران، ما جعل المملكة تشعر بالخطر الذي يحوم حول حدودها وخاصة أنهم أصبحوا يمتلكون أسلحة ثقيلة تشكل تهديدا مباشرا على الأمن القومي السعودي. وقال العثماني، ل"الشروق"، تعليقا على التطورات الحاصلة "معظم الضربات التي وجهها التحالف بقيادة السعودية كانت كلها ضد المناطق العسكرية المستولى عليها من طرف الحوثيين"، مفنداً "وجود إصابات كثيرة في وسط المدنيين"، وتوقع المعني أن الاجتياح البري قادم بعد أن تنهي الضربات الجوية أهدافها، وهي القضاء على قوة الحوثيين العسكرية. واستبعد المتحدث تدخّل إيران عسكرياً في اليمن لصعوبة الأمر وقيام قوات التحالف بفرض حصار جوي على المنطقة، بعد أن كانت -حسبه- حوالي 14 رحلة أسبوعية تتم بين إيران واليمن، مضيفا أن مصر فرضت حصارا بحريا عبر خليج عدن وهو تهديد لإيران بأن أي تدخل بحري من طرفها سيلقى الرد الكافي من مصر، وحسب الكاتب فإن "المساعدة التي سيتلقاها الحوثيون، ستكون عن طريق إيجاد ثغرات بين اليمن وسلطنة عمان"، مضيفا أن "أيام الحرب ستطول، لأن الحوثيين سيقاومون بكل ما يملكون وسنرى هجمات من طرفهم ضد أهداف عسكرية سعودية في المناطق الحدودية". وفي تعليقه على الموقف الجزائري، قال العثماني إن الجزائر "تجنبت الدخول في متاهة الحرب الدائرة برفضها مباركة الهجمة وهو موقف صائب".
عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي فضل المطاع ل"الشروق": "لا نوالي إيران.. والسعودية تخدم أجندة أمريكية إسرائيلية" ندّد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين فضل المطاع، بالعملية العسكرية السعودية ومجموعة التحالف، على اليمن واعتبر أن السعودية ما كنت لتوجه هجومها ضد "الشعب اليمني الأعزل لو لم تتلقّ الضوء الأخضر من أمريكا التي تريد القضاء على كل مقاومة إسلامية وقال المطاع في اتصال ل"الشروق" إن الغارات السعودية "كانت كلها ضد الأهداف المدنية للشعب اليمني، من أسواق ومدارس... وقد تسبّبت في قتل عشرات اليمنيين"، واعتبر مشاركة عدة دول عربية في الهجوم الذي تقوده السعودية، بمثابة "عدوان غاشم على الشعب اليمني"، وأرجع مشاركة تلك الدول إلى "المال الخليجي التي تستعمله السعودية لأغراض تخدم أمريكا وإسرائيل، أكثر مما تخدم المجتمعات العربية". وحول الاتهامات التي توجهها للحوثيين الدولُ المجاورة لليمن، بأنهم يخدمون مشروع إيران، التي تريد زرع الفتنة في المجتمعات السنية، قال المطاع "هذا تلفيقٌ باطل من أعداء الأمة الإسلامية للتفرقة، فنحن نعيش مع إخواننا السنة في اليمن منذ مئات السنين، ولأنهم لم يستطيعوا زرع التفرقة بين اليمنيين قالوا إننا نوالي إيران". ويرى عضو المكتب السياسي إن قول السعودية بأنها قد تدخلت بعد نداء الرئيس اليمني هادي منصور من أجل إرجاع الشرعية، قال "الشعب هو صاحب السلطة وقد خرج في ثورة يوم 11 سبتمبر لطرد الرئيس صالح الموالي لأمريكا، وبعد تنظيم المؤتمر الوطني للحوار أراد عبد ربه التهرّب من الحوار، فعاد الشعب اليمني للخروج في مظاهرات حاشدة لإرجاع الشرعية لأنه سيد القرار". وحيا المطاع الموقف الجزائري الذي رفض المشاركة في التحالف ضد الحوثيين، واعتبره "موقفا مشرفا، لأن الجزائر لا تريد الدخول في المتاهات التي تصنعها الجامعة العربية" التي قال عنها إنها "لم تصنع يوما موقفا مشرفا"، وذكر أن "المال السعودي هو الذي يديرها مع بعض الدول العربية التي تسير وفق اتجاه أمريكا".