تناول المحلل العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان، العملية العسكرية الإقليمية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن، وأثرها الاستراتيجي على أمن دولة الاحتلال. وقال فيشمان وهو الخبير الأمني امس، الجمعة، إن الحرب في اليمن على الحوثيين تدخل في مصلحة إسرائيل، وهي فرصة لقطف ثمار استراتيجية حيوية لأمن الدولة ، على حد قوله. وأوضح أن جهاز الأمن في دولة الكيان كان قد وجّه تحذيراً إلى السفن التجارية بوجوب التعاطي مع الشاطئ اليمني على أنه شاطئ دولة معادية، وذلك قبل أن تبدأ السعودية شن غاراتها في اليمن. وأثّرت سيطرة الحوثي على الميناء اليمني المركزي في البحر الأحمر (ميناء الحديدة) على مسارات الإبحار، ومستوى التأهب والحراسة لسفن الاحتلال التي تجتاز مضيق باب المندب، وتدخل البحر الأحمر. ويرى فيشمان أنه لن يكون هناك دور للاحتلال في المعركة الجارية في اليمن غير المتابعة والتمني للسعوديين بنصر سريع وجارف، يعيد الوضع إلى سابق عهده، ويطرد الإيرانيين من البحر الأحمر. وقال المحلل العسكري الإسرائيلي إنه منذ أسابيع تدق ساعة القنبلة الإيرانية في إحدى النقاط الاستراتيجية الساخنة في المعمورة: مضيق باب المندب المؤدي إلى قناة السويس. أما الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة فتصمت وتنسق . ويعكس احتمال سيطرة الحوثيين على كامل اليمن بالنسبة للكيان الصهيوني، وفق فيشمان، الخوف من خيار نصب إيران صواريخ شاطئ - بحر على الشواطئ اليمنية، تمس بمسار حيوي بحري لدولة ااحتلال من الشرق . وتابع: تماماً مثلما تنصب مثل هذه الصواريخ اليوم على الشاطئ السوري واللبناني، تهدد الإبحار إلى موانئ حيفا، وفي المستقبل غير البعيد ميناء أسدود أيضاً . ويرى فيشمان أن سقوط اليمن في أياد إيرانية سيعزز المحور الراديكالي الذي يهدد الاحتلال في مثل هذا الوضع، سيشكل اليمن نقطة انطلاق أفضل لتهريب السلاح من إيران إلى جهات تدعمها في سيناء وفي قطاع غزة . ويرى أن السعوديين استعدوا لإمكانية المواجهة مع الحوثيين على مدى أسابيع، وحشدوا قوات بحرية وبرية على طول الحدود مع اليمن. وأشار إلى أن قضية باب المندب وحماية الشواطئ، دفعت كذلك الأسطول المصري للانضمام إلى السعودية في حربها على الحوثي. ويعد حجم القوات التي حشدتها السعودية والتحالف الذي بنته بالتنسيق مع الأمريكيين دليلاً على أنهم لا يخططون لخطوة عسكرية محدودة، وفق فيشمان. وعدّ المحلل أن هذه معركة عاصفة الحزم هي فصل آخر في المواجهة المستمرة منذ سنين طويلة بين المحور الراديكالي والمحور البراغماتي، بين الشيعة والسنة، مشيراً إلى أن النظام السعودي الجديد في إحساس من التهديد من الداخل ومن الخارج.